عملت التغيرات الأخيرة التي طرأت على أنماط المناخ، من قبيل موجات الجفاف المديدة ودرجات الحرارة المتطرفة، وكذلك زيادة تقلبات الهطولات المطرية وكثافتها وتغير توزعها على التأثير سلباً في النظم الزراعية-الإيكولوجية في المنطقة، وفاقمت من ضعف السكان المعتمدين على هذه الموارد كمصدر للمعيشة. ومع حالة النمو التي يشهدها السكان والاقتصاد في المنطقة، سيزداد الطلب على الأغذية، في حين تزداد ندرة المياه سوءاً، ما يسفر عن ارتفاع في شدةالتنافس بين القطاعات الصناعية والزراعية والمنزلية.
لقد شهدت العقود الأخيرة زيادة في عدد المزارعين الذين هجروا أراضيهم أو واجهوا إنتاجية متدنية.الأمر الذي يحمل تبعات خطيرة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، ما يستدعي إيجاد نظم زراعية بديلة أكثر إنتاجية واستدامة تكون مناسبة للظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتغيرة في الإقليم.
بعت أرضي بمساحة 0.5 هكتار تقع في حوض النيل جنوب مصر عام 2008، لأشتري بدلاً منها أرضاً بمساحة هكتارين شمالي سيناء. لكني وجدت أن الأرض لن تعطي المحاصيل التي اعتدت على جنيها. وفي عام عام 2011 أطلعني المرشدون الزراعيون في مركز بحوث الصحراء على منافع مشروع عملوا على تنفيذه بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية، حيث ركز المشروع على زراعة محاصيل متحملة للملوحة لإطعام حيواناتهم. وبعدما تعرفت على نجاعة هذا المشروع وامكانية توفيره الفائدة لي، قررت أن أتخلى عن قطعة من أرضي لجعلها قطعة لعروض المشاهدة لصالح محاصيلهم، بينما حافظت على أسلوبي القديم في الزراعة. وبعد بضعة شهور، لمست الفرق بين إدارتي للأرض وممارساتهم المتبعة في إدارة الأرض. وعام 2012 حضرت دورة في المدرسة الحقلية للمزارعين نظمت في القاهرة وسيناء من قبل إكبا ومركز بحوث الصحراء، حيث تعلمت خلال التدريب، وبمتابعة من المرشدين الزراعيين في مركز بحوث الصحراء، كيفية إدارة أرضي، بعدما شرحوا لي طريقة إعداد الأرض وإدارة الأسمدة والزراعة، إلى جانب جدولة الري وأساليب الحصاد. عقب ذلك، والأكثر أهمية بالنسبة لي، تعلمت طريقة صناعة السيلاج والمضغوطات العلفية لإطعام ما أملك من حيوانات. وفي عام، 2013، حضرت أيضاً دورة تدريبية في مدرسة حقلية للمزارعين نظمها إكبا ومركز بحوث الصحراء في القاهرة وسيناء وعرضت تجربتي للآخرين بمن فيهم كبار المسؤولين والممثلين عن منظمات دولية ومنظمات غير حكومية.
أفخر بأن التحدي الذي خضت غماره كان جديراً بهذه التجربة. كنت من بين القلائل الذين جربوا زراعة محاصيل وممارسات جديدة لإدارتها، لكننا الآن رائدين في هذا البلد. فهنالك مئات المزارعين في الجوار أبدوا اهتمامهم في الحصول على بذور محاصيل متحملة للملوحة وزراعتها في حقولهم باتباع ممارسات الإدارة التي تعلمتها. وهنا أعرب عن استعدادي لمساعدتهم جميعاً. وبجهودهم جميعاً، أنا على ثقة بأن شمال سيناء ستتحول إلى أرض خضراء في المستقبل المنظور.