زادت التغيرات الحالية في نمط المناخ مثل فترات الجفاف الطويلة و درجات الحرارة الاستثنائية وتفاقم عشوائية الهطولات المطرية وغزارتها وتوزعها من التأثيرات السلبية على النظام الطبيعي والبيئي الزراعي في المنطقة وأدت إلى تزايد عوز السكان المعتمدين على هذه المصادر في معيشتهم. ومع تنامي عدد السكان والاقتصاد في المنطقة سيتزايد الطلب على الغذاء وستتفاقم مشكلة شح المياه مما يزيد من التنافس بين القطاعات الصناعية والزراعية والمحلية.
وقد شهدت العقود السابقة تزايد هجرة المزارعين لأراضيهم أو معاناتهم من تناقص الإنتاجية مما يترتب عليه نتائج اجتماعية واقتصادية خطيرة تستلزم إيجاد أنظمة زراعة بديلة أكثر إنتاجية واستدامة تلائم ظروف المنطقة الاجتماعية والاقتصادية البيئية المتغيرة.
واستجابة لهذه التحديات أطلق المركز الدولي للزراعة الملحية إلى جانب شركاء محليين مشروع التكيف مع التغير المناخي في البيئات الهامشية الهادف إلى توفير محاصيل وأعلاف قادرة على التحمل وأنظمة إدارة ملائمة بيئياً لاستخدام المياه المالحة والعادمة وذلك بهدف استعادة إنتاجية تلك الأراضي المتدهورة والمهجورة وزيادتها.
أبو رافع مزارع من الأردن، يخبرنا قصته! الزراعة هي مورد رزقي الأساسي وقد عُرفت في مجتمعي بالريادة في إدخال الابتكارات الجديدة في مجال التكنولوجيا الزراعية. تلقيت سابقاً في العام ٢٠١٠ - ٢٠ كغ من الشعير مقدمة من مشروع “إكبا” في الأردن والذي تم انجازه بالتعاون مع المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي. استخدمت هذه البذور في زراعة مساحة ٠.٢ هكتار في رقعة جانبية من حقلي، ووفقاً لتوصيات خبراء المشروع وافقت على ريها بالمياه العادمة المعالجة في محطة معالجة مجاورة. اكتشفت بأن معدل إنتاجيتهم كان ممتازاً حيث بلغ ٤.٥ طن/هكتارمن البذور وحوالي ٨ طن/هكتار من الأوراق الخضرية. وقد شجعني ذلك على جلب المزيد من المحاصيل من مشروع “إكبا” عن طريق المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي واستخدمت إنتاجي للتوسع في زراعة المنطقة بهذه المحاصيل. أقوم حالياً بزراعة محاصيل التريتيكال والشعير في الشتاء والدخن اللؤلؤي والذرة الرفيعة في الصيف على نطاق ٤٥ هكتار من مساحة أرضي. تعد أرضي هامشية وأقل من المستوى المتوسط في الإنتاج الزراعي وليس لديها مصدر مائي باستثناء مياه الأمطار. ولكن مع تزويدها بالمحاصيل آنفة الذكر واستخدام المياه العادمة المعالجة تمك
نت من رفع مستوى إنتاجية مساحة كبيرة منها خلال معظم أوقات السنة، وقد عاد علي ذلك بمردود اقتصادي كبير.أستطيع أن أصف نفسي بالمزارع الرائد حيث أدركت أن “ثقة الآخرين تبني الثقة بالنفس” لقد وثقت ب”إكبا” وأنا واثق الآن بأن ممارساتهم الإدارية جديرة بالثقة.