من المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة المرتبطة بتغير المناخ إلى خفض مساحات الأراضي الصالحة للزراعة في شمال أفريقيا، بالإضافة إلى تقصير مدة مواسم النمو وتقليل غلة المحاصيل. وسيؤدي الانخفاض في هطول الأمطار السنوي المتوقع في هذه المنطقة خلال القرن الحادي والعشرين إلى تفاقم هذه الآثار، لا سيما في المناطق شبه القاحلة والقاحلة التي تعتمد على الري لنمو المحاصيل.
تشكل حالات الجفاف والفيضانات أكثر الأحداث المناخية شيوعاً في شمال أفريقيا وتمثل تهديداً مباشراً للأرواح وسبل العيش. إضافة إلى ذلك تتركز الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية في بلدان شمال أفريقيا على طول المناطق الساحلية. ويبلغ مجموع السكان القاطنين في حدود ۱۰۰ كم من الساحل والذين يعانون مباشرة من تغير المناخ: ٦۸.۸ في المائة في الجزائر، ٦۵.۱ في المائة في المغرب، ۸٤ في المائة في تونس.
وباعتبار أن هذه المنطقة هي إحدى أكثر المناطق ندرة للمياه في العالم كما أنها تعتمد اعتماداً كبيراً على الزراعة المتأثرة بتغير المناخ، فمن المرجح أن تتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيها مستقبلاً. ويكتسب ذلك أهمية خاصة للمنطقة بسبب الاعتماد الكبير للاقتصادات الإقليمية على الزراعة، حيث سينخفض إنتاج المحاصيل في معظم أنحاءها بعد تجاوز ظروف النمو المثلى، كما ستواجه المجتمعات المحلية تحديات كبيرة.
تركز هذه الدورة على مناقشة العوامل المذكورة أعلاه من تغير المناخ مع اقتراح الحلول الإدارية اللازمة للتخفيف من هذه العوامل.