زاد التغير المناخي من احتمال انخفاض فرص الهطولات المطرية في المناطق الحارة والجافة، والذي أسفر بدوره عن انخفاض جودة الموارد المائية العذبة المتاحة وكذلك معدلات إعادة تعبئة المياه الجوفية. وبناء عليه، انخفضت كمية المياه في طبقات المياه الجوفية مما أدى إلى ارتفاع في مستويات الملوحة. وعبر السنين، شهدت جودة الأراضي والمياه في دولة الإمارات العربية المتحدة تراجعاً مما كان له الأثر الكبير في انخفاض ملحوظ في إنتاج الخضروات في البلد. وحيث أن المياه الجوفية المالحة غير صالحة للاستخدام في زراعة المحاصيل التقليدية، يلجأ المزارعون إلى تركيب وحدات تحلية على نطاق صغير لإنتاج مياه جيدة النوعية مخصصة للري. إلا أنه غالباً ما يتم التخلص من المياه شديدة الملوحة المرتجعة في التربة، ما يؤدي إلى زيادة كثافة الأملاح في خزانات المياه الجوفية.
يهدف المشروع إلى الاستفادة من المياه شديدة الملوحة المرتجعة – والتي تشكل منتجاً ثانوياً ناتجاً عن عملية التحلية – من خلال تطبيق النظم الزراعية النموذجية لزراعة الأسماك، واستخدام مخلفات تربية الأحياء المائية الغنية بالمغذيات في ري النباتات الملحية (النباتات المحبة للملح). كما دُرست إمكانية استخدام مياه البحر والمياه الناتجة عن زراعة الأسماك في زراعة النباتات الملحية في المنطقة الصحراوية الساحلية في أم القوين. ويتمثل الهدف من المشروع في تحويل الأراضي المتدهورة والجرداء إلى أراض إنتاجية بما يعود بمنافع اقتصادية على المجتمعات المحلية. ويساعد المشروع على تطوير وتحسين المزارع الداخلية والساحلية ذات المكونات المتعددة من خلال استخدام موارد مياه مالحة وهامشية لزراعة محاصيل غير تقليدية بهدف تحسين الأمن الغذائي والتغذية السليمة وضمان الدخل لدى مجتمعات ريفية تكابد في سعيها للإنتاج ضمن بيئات صحراوية."