يحتاج المختصون وطلاب العلم على حد سواء إلى التعمق في المعرفة المتعلقة بإدارة الأراضي، وتنويع المحاصيل، وسلاسل القيمة، ونمذجة تغير المناخ والتكيف معه، وذلك مع استمرار تغير المناخ في التأثير الكبير على الأنظمة الزراعية الغذائية الضعيفة. لذلك فقد حققت مجموعة دورات التعلم الإلكتروني التي يقدمها المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) نجاحًا ملحوظًا.
تهدف منصة التعلم الإلكتروني إلى توفير دورات تعليمية للباحثين والمختصين ومسؤولي الإرشاد الزراعي والطلاب على حد سواء في مجالات إدارة الأراضي والمياه والتنوع الحيوي للتربة. فقد شهدت المنصة أكثر من 470 دورة مكتملة منذ إنشائها في العام 2022 من متعلمين من 49 بلدًا، بما في ذلك أستراليا ومصر وكينيا والمغرب ونيجيريا وباكستان وتونس والإمارات، حيث تمثل النساء 30% من الذين حصلوا على شهادة إكبا الإلكترونية عند اكتمال الدورة. تُقدم هذه الدورات مناهج شاملة تغطي أحدث التقنيات والاستراتيجيات في إدارة الأراضي، والزراعة الملحية، وتأثير تغير المناخ على المناطق القاحلة، وإدارة الري، وسلاسل القيمة، والمحاصيل البديلة للأراضي المتدهورة، وغيرها من المجالات ذات الصلة.
يؤكد الدكتور شربل طراف، الرئيس التنفيذي للعمليات والتطوير في إكبا بهذا الخصوص: "تعتبر منصة إكبا للتعلم الإلكتروني جزءًا لا يتجزأ من جهود تنمية القدرات في المركز. ويتمثل الغرض من هذه المنصة في تلبية الاحتياجات المعرفية لأصحاب المصلحة في مختلف المجالات وتوسيع نطاق وتأثير جهودنا في نقل المعرفة. ونحن نلتزم بمواصلة تطوير دورات جديدة وتنويع مواضيعها".
تعد دورات التعلم الإلكتروني جزءًا من التزام إكبا بتوفير تعليم سهل المنال وعالي الجودة للأفراد والمنظمات في جميع أنحاء العالم. تشمل الدورات السبعة المتوفرة على منصة إكبا للتعلم الإلكتروني:
إن أحد العوامل الرئيسية وراء نجاح دورات التعلم الإلكتروني هو جودة محتواها، حيث طورها خبراء من إكبا ومستشارون من ذوي الخبرة في مجالات تخصصهم. وقد اعتمدت جميع الدورات من قبل خدمة اعتماد التطوير المهني المستمر (CPD) ومقرها المملكة المتحدة.
كما أشار الكثير من المتعلمين إلى تحقيق زيادة كبيرة في معارفهم ومهاراتهم بعد الانتهاء من الدورة التدريبية، إلى جانب فهم أعمق للتحديات التي تواجه أنظمة الغذاء وكيفية التفكير البنّاء في معالجة هذه القضايا.
يشير السيد أيوب المتقي، وهو متعلم من المغرب: "تعد الزراعة الملحية مجالًا رائعًا يعالج تحديات زراعة المحاصيل في الظروف المالحة أو المشبعة بالمياه، والتي تنتشر في العديد من المناطق حول العالم. وقد وفر لنا هذا التدريب المعرفة والتقنيات القيمة لتعزيز الزراعة المستدامة في مثل هذه البيئات."
كما أشاد المشاركون بمنصة التعلم الإلكتروني لما تقدمه من تعليم عالي الجودة يعمل على تحسين تنمية القدرات ودعم الجهود المبذولة لحل أزمة المناخ.
وتؤكد السيدة لطيفة الجلاف، إحدى المشاركات من دولة الإمارات العربية المتحدة: "لقد عززت الدورة المعرفة التي كنت أملكها بالفعل حول الموضوع الذي لم يكن لدي فهم جيد له سابقًا".
يهدف المركز إلى تطوير المزيد من الدورات التدريبية في مجال الزراعة والمجالات ذات الصلة بالتعاون مع شركاء مختلفين لتلبية الطلب المتزايد على التعلم الإلكتروني.