استضاف المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) في 11 ديسمبر الجاري حفلًا لتدشين نموذج مزرعة دخن للمساهمة في أهداف السنة الدولية للدخن وفعاليات مؤتمر الأطراف (كوب 28) في مجال العمل المناخي والزراعة المستدامة والأمن الغذائي والتغذية.
وأنشئ نموذج مزرعة دخن بالتعاون مع مؤسسة SELCO، وهي مصممة لعرض سلسلة القيمة بأكملها للدخن - من إنتاج البذور إلى الاستهلاك - ورفع الوعي حول فوائده في التكيف مع تغير المناخ في الزراعة.
بدورها، قالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا): "بينما نعمل نحو تحسين أنظمتنا الزراعية والغذائية باتجاه الاستدامة والتكيّف، يتعين علينا العناية بالمحاصيل المهملة وغير المستغلة بشكل كاف، مثل الدخن. وانطلاقاً من أن نبتة الدخن ذكية مناخيًا وغنية بالعناصر الغذائية، يمكن أن تكون أداة فعّالة في جهودنا لتكييف أنظمتنا الزراعية والغذائية مع تغير المناخ، وتحسين أمن الغذاء والتغذية. وهذا يتطلب إجراء دراسات بحث تطبيقية وتوسيع نطاق الابتكارات لتحقيق تأثير دائم".
ومن جانبها، قالت السيدة "نيرميتا تشاندراسيكار"، مديرة البرامج في مؤسسة SELCO: "من المهم أن ننظر الى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل كلي عندما يتعلق الأمر في تبني عمليات معالجة زراعية غير مركزية ومستدامة وتعتمد على مصادر الطاقة النظيفة بدءاً من الأراضي الزراعية الصغيرة. وإلى جانب المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، نحن على أتم الاستعداد لنقل المعرفة إلى جميع البلدان التي يعمل فيها المركز".
وبحضور أكثر من 40 مشاركاً، تخلل الفعالية حضور كل من سعادة المهندس محمد موسى الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنوع الغذائي بوزارة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسعادة عبد الحكيم الواعر، مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والممثل الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وسعادة المهندس محمد جمال الساعاتي، المستشار الخاص لرئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية – المملكة العربية السعودية.
وخلال الفعالية التي حضرها رؤساء تنفيذيون من الشركات الخاصة ومسؤولون في جهات رسمية من مختلف البلدان، تعرف المشاركون على تجارب زراعة الدخن القائمة في المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا). كما اطلعوا على معدات المعالجة بعد الحصاد، وتذوقوا أطباق قائمة على الدخن.
وإن حبوب الدخن والتقنيات المقدمة في نموذج مزرعة دخن هي نتيجة للأبحاث الواسعة والتعاون مع شركاء مختلفين، بما في ذلك منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) ومؤسسة SELCO. والهدف هو تعزيز إنتاج واستهلاك الدخن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناطق أخرى من خلال نقل التكنولوجيا وتطوير القدرات.
ولمدة أكثر من عقدين من الزمن، كان المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) في طليعة البحث والتطوير حول المحاصيل المتينة والغنية بالعناصر الغذائية والقادرة على التكيف في البيئات القاحلة والمتأثرة بالملوحة، حيث قام بتحديد وإدخال مجموعة من المحاصيل المقاومة للضغوط مثل الكينوا، والذرة السورية، ودخن اللؤلؤ، والسالكورنيا في مواقع متعددة.
ويدير المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بنكا جينيا فريدًا يحتوي على أكثر من 16,000 عينة من حوالي 300 نوع من النباتات المتكيفة مع الجفاف والحرارة والملوحة، بما في ذلك الدخن، من أكثر من 150 دولة وإقليمًا. وتتضمن هذه المجموعة أيضًا حوالي 270 عينة من 70 نوعًا من النباتات البرية والزراعية من دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حوالي 5,000 عينة من الشعير، وهو أحد أكبر البنوك الجينية للشعير في الشرق الأوسط؛ فضلاً عن أكثر من 1,300 عينة من الكينوا، وهو أكبر بنك جيني من نوعه خارج أمريكا الجنوبية.
وحتى الآن، قام المركز بتوزيع أكثر من 1,700 عينة من الوراثة النباتية للدخن على شركائه في 29 دولة. كما قام المركز أيضًا بدراسة زراعة الدخن في المغرب، وتوجو، وتونس، وغامبيا، وأوزبكستان.