في إطار تعزيز التعاون بين المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) و منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في مجال الأمن الغذائي واعتماد الممارسات المستدامة في القطاع الزراعي، استقبلت الدكتورة طريفة الزعابي المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) وفدًا رفيع المستوى من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، يترأسه المدير العام للمنظمة الدكتور شو دونيو، وتهدف الزيارة إلى مناقشة سبل التعاون بين الطرفين في دعم الدول لتحقيق أهدافها في ضمان توفير إمدادات غذائية مستدامة ومرنة، وإيجاد حلول فعالة للتكيّف مع التغير المناخي.
وأكد كل من الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام لإكبا، وشو دونيو المدير العام للفاو على ضرورة العمل المشترك لتحقيق نتائج ملموسة، وفي هذا الإطار قالت الدكتورة طريفة: "تربطنا بمنظمة "الفاو" شراكات استراتيجية طويلة المدى، وتُعد هذه الزيارة دليلًا على التزامنا المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولاسيما الهدف الثاني الذي يهدف للقضاء التام على الجوع من خلال العلم والابتكار، ولقد نفذنا عدداً من المبادرات المشتركة الناجحة التي تهدف إلى تحسين الأمن الغذائي وسبل العيش، وتعزيز إدارة الموارد الطبيعية، وتطوير القدرات الفردية والمؤسسية في مختلف البلدان، من خلال حشد القوى والقدرات لإنشاء حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه أنظمة الأغذية الزراعية وتحقيق قدر أكبر من التأثير الإيجابي".
وأضافت قائلةً: ومع تخصيص الدولة هذا العام كعامٍ للاستدامة واستعدادًا لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28، نحن بحاجة إلى التضامن والعمل معًا لمعالجة القضايا العالمية الملحّة المتعلقة بالتغير المناخي أكثر من أي وقت مضى لضمان مستقبل أكثر استدامة على المستويين المحلي والدولي."
ومن جانبه أشاد الدكتور شو دونيو المدير العام لمنظمة الفاو بدور إكبا الهام في مجال البحث والتطوير في القطاع الزراعي، وسلط الضوء على مساهمات المركز في العديد من مشاريع الفاو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإضافة إلى مناطق أخرى، وأعرب عن التزام الفاو بتعزيز وتوسيع التعاون مع شركاء مثل إكبا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخلق مستقبل أمن غذائي مستدام للجميع".
وضمت الزيارة جولة في عدد من المرافق البحثية الخاصة بالمركز، بما في ذلك مختبر علوم الحياة الصحراوية والذي يُعد منشأة متميزة لأبحاث الجينوم، ومزرعة نخيل التمر والتي تجرى فيها تجارب للري بالمياه المالحة لأشجار النخيل ودراسة التأثير طويل المدى للري بالمياه المالحة على نمو نخيل التمر وإنتاجيته وجودة الثمار، ثم بنك الجينات الذي يحتوي على أكبر المجموعات في العالم ويضم حوالي 16,000 مدخلًا وراثيًا لحوالي 300 صنفًا نباتيًا مقاومًا للجفاف والحرارة والملوحة من أكثر من 150 بلدًا.
وتناول الاجتماع استعراض نتائج المشروعات المشتركة التي عمل عليها الطرفين، وتبادل الأفكار حول الوضع الحالي لاستكشاف فرص جديدة للبحث والتطوير، وتبني التقنيات الحديثة ونقل المعرفة وتنمية القدرات.
ويجدر الذكر، أن إكبا ومنظمة الفاو يعملان معاً منذ عام 2015 لزيادة الإنتاجية الزراعية في بلدان مختلفة، وتحسين الأمن الغذائي والتغذية، وتعزيز الأمن المائي، وضمان سبل عيش أفضل من خلال ممارسات وتقنيات زراعية ذكية مناخيًا وموفرة للموارد الطبيعية، كما يشمل التعاون بين الجهتين مجالات مثل: تعزيز الزراعة الملحية في إطار الشراكة العالمية بشأن ندرة المياه في الزراعة؛ وإدارة واستعادة الأراضي المتدهورة في إطار الشراكة العالمية من أجل التربة التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة؛ والحفاظ على الموارد الوراثية النباتية وتبادلها بموجب المادة 15 من المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة.
إلى جانب العمل على مشاريع تهدف إلى تعزيز القدرة على الصمود ضد العواصف الرملية والترابية؛ وتطوير إمكانات الزراعة المحمية؛ ومكافحة سوسة النخيل الحمراء، والترويج للمحاصيل المهملة وغير المستغلة.
علاوة على ذلك، عمل إكبا منذ العام 2020 مع أكاديمية التعليم الإلكتروني التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، وهي منصة تقدم دورات عبر الإنترنت حول مجموعة واسعة من الموضوعات للمهتمين في جميع أنحاء العالم، دعمًا لتطوير المصادر التعليمية والدورات التعليمية المتنوعة باللغة العربية.