خلال الندوة عبر الإنترنت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أعلن المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) عن إطلاق النسخة الثالثة من برنامج زمالة القيادات العربية في الزراعة (أولى) للباحثات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يهدف برنامج "أولى" إلى مساعدة الباحثات في بداية ومتوسط حياتهم المهنية في القطاع الزراعي للوصول إلى أدوار قيادية من خلال تشجيع ثقافات العمل المراعية للمساواة بين الجنسين وإنشاء منصات لعرض أفكارهن وقدراتهن ومساهمتهن. وسوف يوفر برنامج الزمالة منتدى متميز للبحوث والتنمية للباحثات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمواجهة التحديات الزراعية الملحّة والمشاركة في منصة شبكة إقليمية للباحثات عبر التخصصات الزراعية.
قالت سعادة رزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP28، ورئيس مجلس إدارة إكبا: "تتمتع النساء في القطاع الزراعي بمهارات ومعارف فريدة يمكن أن تدعم اتخاذ القرارات الحاسمة للعمل المناخي، لا سيما في المناطق الريفية حيث تشتد الحاجة إليها. فوفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، تشكل النساء حوالي 40٪ من القوى العاملة في القطاع الزراعي على مستوى العالم، وتصل إلى 60٪ في البلدان النامية. كما يؤدين دورًا رائدًا في رعاية الأطفال والأسرة – إذ يعتبرن قلب المجتمع والعالم الطبيعي مما يمنحهن فهمًا ثريًا للعلاقات المترابطة بين مجتمعاتهن والطبيعة والمناخ. يسعى برنامج "أولى" إلى الاستفادة من هذا الفهم وتمكين النساء في جهودهن لمساعدة مجتمعاتهن على الازدهار وجعلها أكثر استدامة. ويُعد برنامج "أولى" مثالاً رائعًا لما يمكن تحقيقه عندما يتحد شركاء مختلفون لمواجهة تحدٍ كبير، وإحداث تأثير حقيقي على الأرض."
وأكدت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام لإكبا قائلةً: "إن المساهمات التي تقودها النساء في الزراعة والعلوم الزراعية تمثل مكونات أساسية للأمن الغذائي. ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشكل النساء أكثر من 40 في المئة من القوى العاملة في هذا القطاع، كما أنها تساهم بنحو 18 في المئة من إجمالي الناتج المحلي للمنطقة. لذلك فنحن نأمل من خلال برنامجنا هذا أن نشجع النساء على تأدية دور حيويًا في مجالات العلوم والابتكار من أجل تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي. وتعتمد النسخة الثالثة على نجاح البرنامج في نسختيه للعام 2019-2020 والعام 2021-2022 الذي شهد تخريج 38 زميلة من المنطقة".
يستهدف فتح باب الترشيح للنسخة الثالثة، الممولة من مؤسسة بيل ومليندا غيتس، إلى اختيار مجموعة من 20 باحثة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسوف يتم تقديم البرنامج عبر الإنترنت على مدى ثمانية أشهر، بدءًا من سبتمبر 2023.
كما أشار السيد جيمس كارتي، نائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا في مؤسسة بيل ومليندا جيتس قائلًا: "إن إطلاق الإمكانات الكاملة للباحثات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمر ضروري لمواجهة التحديات العالمية الملحّة التي نواجهها بشكل جماعي. لذلك يسعدنا أن نرحب بالنسخة الثالثة من برنامج الزمالة المؤثر هذا ومواصلة الاستفادة من مواهب النساء العربيات. معًا، ومع شركائنا، يمكننا الاستمرار في سد الفجوة بين الجنسين في القطاع الزراعي وضمان تحقيق نتائج أكثر إنصافًا للجميع".
تشير الدراسات إلى انخفاض عدد النساء بشكل غير متناسب في المناصب البحثية والقيادية العليا في المنطقة. إذ يبلغ متوسط نسبة الباحثات في المنطقة 17 في المئة – وهي أدنى نسبة في العالم. وتظهر هذه الفجوة بشكل أوضح في التوظيف في منظمات البحوث والإرشاد الزراعي. وهذا يعني أن تدابير السياسة والاستثمار في الزراعة قد لا تكون فعالة بالقدر الذي يمكن أن تكون عليه لأنها لا تعكس بشكل كامل المساواة بين الجنسين.
بدأ إكبا بتطوير برنامج "أولى" في العام 2016 بدعم من مؤسسة بيل ومليندا جيتس والبنك الإسلامي للتنمية. يهدف البرنامج إلى المساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من خلال بناء وتعزيز قدرات جيل جديد من الباحثات والقائدات العربيات. لذلك يهدف برنامج "أولى" إلى تحقيق تأثير إيجابي على أهداف التنمية المستدامة بشأن العمل المناخي والحياة في البر والشراكات من أجل الأهداف.
أطلق إكبا برنامج "أولى" في العام 2019 بالشراكة مع مؤسسة بيل ومليندا جيتس، والبنك الإسلامي للتنمية، وبرنامج أبحاث القمح التابع للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية. واختتمت النسخة الأولى من البرنامج في مارس 2020 والثانية في مارس 2022، حيث ضمت النسختين معًا 38 باحثة من سبعة بلدان هي الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس ودولة الإمارات العربية المتحدة.