يحتاج المختصون وطلاب العلم على حد سواء إلى التعمق في المعرفة المتعلقة بإدارة الأراضي، وتنويع المحاصيل، وعلم الوراثة، ونمذجة تغير المناخ والتكيف معه، مع استمرار تغير المناخ في التأثير الكبير على الأنظمة الزراعية الغذائية الضعيفة. لذلك فقد حققت مجموعة دورات التعلم الإلكتروني التي يقدمها المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) نجاحًا ملحوظًا.
تهدف منصة التعلم الإلكتروني إلى توفير دورات تعليمية للباحثين والمختصين ومسؤولي الإرشاد الزراعي والطلاب على حد سواء في مجالات إدارة الأراضي والمياه إضافة إلى التغير المناخي. فقد شهدت المنصة أكثر من 200 دورة مكتملة في العام 2022 من متعلمين من 38 بلدًا، بما في ذلك أستراليا ومصر وكينيا والمغرب ونيجيريا وباكستان وتونس والإمارات، حيث تمثل النساء 23% من الذين حصلوا على شهادة إكبا الإلكترونية عند اكتمال الدورة. تُقدم هذه الدورات مناهج شاملة تغطي أحدث التقنيات والاستراتيجيات في إدارة الأراضي والزراعة الملحية وتأثير تغير المناخ على المناطق القاحلة وإدارة الري.
يؤكد الدكتور شربل طراف، الرئيس التنفيذي للعمليات والتطوير في إكبا بهذا الخصوص: "تعتبر منصة إكبا للتعلم الإلكتروني جزءًا لا يتجزأ من جهود تنمية القدرات في المركز. وهي مصممة لتعزيز تأثير نقل المعرفة حيث تقدم تدريبًا معتمدًا لمجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة المهتمين بالزراعة المستدامة والمجالات المتعلقة بها. وجميع هذه الدورات ذاتية التعلم وتوفر مرونة كبيرة للمتعلمين. ونحن نهدف إلى مواصلة تطوير دورات جديدة وتنويع الموضوعات لتلبية احتياجات أصحاب المصلحة لدينا".
تعد دورات التعلم الإلكتروني جزءًا من التزام إكبا بتوفير تعليم سهل المنال وعالي الجودة للأفراد والمنظمات في جميع أنحاء العالم. تشمل الدورات الأربع المقدمة في العام 2022:
إن أحد العوامل الرئيسية وراء نجاح دورات التعلم الإلكتروني هو جودة محتواها، حيث طورها خبراء من إكبا ومستشارون من ذوي الخبرة في مجالات تخصصهم. وقد اعتمدت جميع الدورات من قبل خدمة اعتماد التطوير المهني المستمر (CPD) ومقرها المملكة المتحدة.
طور إكبا هذه الدورات بالتعاون مع هيئة البيئة – أبو ظبي حيث تتضمن كل دورة عروض تقديمية ومقاطع فيديو واختبارات تفاعلية بالإضافة إلى ملحقات للقراءة الإضافية، مما يسمح للطلاب بتعزيز معرفتهم في بيئة عملية. وقد فاقت نسبة رضا المشاركين 80% في جميع الدورات الأربع.
كما أشار الكثير من المتعلمين إلى تحقيق زيادة كبيرة في معارفهم ومهاراتهم بعد الانتهاء من الدورة التدريبية، إلى جانب فهم أعمق للتحديات التي تواجه أنظمة الغذاء وكيفية التفكير البنّاء في معالجة هذه القضايا.
يشير السيد أولوسولا أديغبويغا أوجو، أحد المشاركين من نيجيريا: "جذب هذا التدريب اهتمامي إلى الكثير من القضايا، لا سيما فيما يتعلق بتغير المناخ التي تؤثر على سلاسل القيمة الزراعية والإنسانية جمعاء. لقد تعززت قدراتي وأتطلع قدمًا إلى المزيد من هذا النوع من التدريب التفاعلي، إضافة إلى ورش العمل الأخرى سواء حضوريًا أو افتراضيًا".
كما أشاد المشاركون بمنصة التعلم الإلكتروني لما تقدمه من تعليم عالي الجودة يعمل على تحسين تنمية القدرات ودعم الجهود المبذولة لحل أزمة المناخ.
يؤكد السيد إيتاي لورانس دزيدزي، أحد المشاركين من الإمارات العربية المتحدة: "إن هذا التدريب مهم للغاية ويتناول القضايا العملية الملحة التي تحتاج إلى حل لإنقاذ كوكبنا والتنوع الحيوي والبشرية."
سوف يستمر المركز في تعزيز نجاحات العام 2022 وتطوير دورات جديدة وتنويع الموضوعات لتلبية مختلف احتياجات أصحاب المصلحة.