توصل فريق دولي من علماء مناخ بارزين - من بينهم علماء من المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، إلى وضع إطار جديد لتقييم المخاطر المناخية في أنحاء مختلفة من العالم.
فقد قدم العلماء نظرة عامة تفصيلية لهذا الإطار واستخداماته في دراسة بحثية نُشرت في دورية مستقبل الأرض (Earth’s Future)، حيث استندت الدراسة على بحث أولي نُشر في الفصل 12 من تقرير التقييم السادس للجنة الدولية للتغيرات المناخية وأوردت بالتفصيل 33 عاملاً مؤثرًا مناخيًا ضمن سبع فئات. كما صُمِّم هذا الإطار ليُستخدم كأساس لدراسات وتحليلات مخاطر التغير المناخي.
يمكن استخدام مصطلح "العوامل المؤثرة" لوصف العديد من الظروف التي تُحدِث تأثيرًا في مجتمعنا ونُظمنا البيئية (مثل: التغير المناخي، والزلازل، والنمو السكاني، وتفشي الفيروسات، والتغير التكنولوجي، وارتفاع الأسعار، واستخراج الموارد الطبيعية، والصراع الاجتماعي).
يشير السيد رشيد زعبول - خبير نمذجة التغير المناخي في إكبا والمؤلف المشارك في الدراسة البحثية: "إن الإطار الذي وضعناه يركز على نوع واحد فقط من عوامل التأثير - وهي تلك العوامل التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالنظام المناخي. وهذه العوامل المؤثرة مناخيًا تمثل ظروف مناخية مادية تؤثر مباشرةً على المجتمع أو النظم البيئية."
قد تمثل العوامل المؤثرة مناخيًا متوسط ظروف مناخية طويلة الأجل (مثل متوسط درجات الحرارة في الشتاء التي تؤثر على متطلبات التدفئة الداخلية)، أو حدثًا شائعًا (مثل الصقيع المبكر الذي يقتل النباتات)، أو حدثًا متطرفًا (مثل الفيضانات الساحلية التي تدمر المنازل). وقد تكون العوامل المؤثرة مناخيًا ضارة لجزء من المجتمع بينما تفيد جزءًا آخرًا، أو لا تؤثر على جزء آخر على الإطلاق.
تحدد العوامل المؤثرة مناخيًا الخصائص المهمة لمتوسط المناخ والأحداث المشتركة والمتطرفة التي تشكل المجتمع والطبيعة. فعلى سبيل المثال، تركز بعض العوامل المؤثرة مناخيًا على جوانب متوسط المناخ (مثل الارتفاع الموسمي لدرجة الحرارة وهطول الأمطار، متوسط الرياح أو كيمياء المحيط) التي تحدد توزيع الأنواع، وأنظمة الزراعة، وموقع المنتجعات السياحية، وتوافر موارد المياه واحتياجات التدفئة والتبريد المتوقعة للمباني في عام ذو تأثيرات متوسطة.
يضيف السيد رشيد زعبول: "إن العوامل المؤثرة مناخيًا ليست خطيرة أو نافعة بشكل عام، لكننا نشير إليها على أنها "خطر" عندما يقرر الخبراء أنها تضر بنظام معين".
المعلومات حول الكيفية التي يسبب بها الخطر التغيير أو سوف يسبب التغيير من شأنها أن تساعد الأطراف المعنية في تحديد أولويات استراتيجيات التكيف وإدارة المخاطر والتخفيف منها. فعلى سبيل المثال، قد تخصص وكالات المعونة موارد محدودة للإغاثة من الكوارث إذا علمت أن الأعاصير المدارية من المتوقع أن تصبح أكثر حدة حتى مع عدم تغير وتيرة تلك العواصف. وقد يرى المخططون أنه حتى موجات الحر التي لا تحطم أرقامًا قياسية في حدتها يمكن أن تظل مشكلة بالنسبة للفئات الضعيفة من السكان عندما تستمر لفترة طويلة. كذلك يمكن لرجال الإطفاء التعرف على التحديات اللوجستية الجديدة إذا امتد موسم طقس الحرائق وشكّل ظروف حريق في أجزاء من العالم لم تكن الحرائق فيها مصدر قلق كبير سابقًا.
سيساعد هذا الإطار على ضمان الاستفادة من مجموعة شاملة من الظروف المناخية في تخطيط التكيف وإدارة المخاطر، وقد يساعد أيضًا في تحديد أولويات التحسين في نمذجة الديناميكيات القطاعية التي تعتمد على الظروف المناخية.