اختتم المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) وبلدية مدينة أبوظبي المرحلة الأولى لحديقة النباتات الملحية والمتحملة للملوحة في منطقة الشهامة بإمارة أبوظبي.
تمثل هذه الحديقة ثمرة تعاون استمر لمدة عام بين المتخصصين والخبراء من بلدية مدينة أبو ظبي وإكبا.
من جانبه قال سعادة المهندس سالم سلطان المعمري، المدير العام لبلدية مدينة أبوظبي بالإنابة في كلمته أثناء افتتاح فعالية نجاح المرحلة الأولى لحديقة النباتات الملحية: "نعلن عن نجاح المرحلة الأولى من مشروع حديقة النباتات الملحية في الصدر بالشهامة"، مشيراً أن نتائج هذه المرحلة جاءت مبشرة بالخير وبإمكانية تطوير هذه الرؤية والتجربة لتوسيع خارطة المشاريع البيئية الرائدة.
وقدم سعادته الشكر والتقدير إلى المركز الدولي للزراعة الملحية ممثلاً بسعادة الدكتورة طريفة الزعابي لحرصهم على تقديم الدعم والمساندة والمشورة العلمية لإتمام المرحلة الأولى من المشروع بنجاح منقطع النظير، مؤكداً أن بلدية مدينة أبوظبي تفخر بأنها من المؤسسات الوطنية الرائدة التي بدأت منذ عقود مشاريعها الزراعية وساهمت في نشر اللون الأخضر، وزرعت ملايين الأشجار والمسطحات الخضراء وساهمت في تعزيز القيم البيئية المستدامة.
وأضاف: "إن تجربة إقامة حديقة النباتات الملحية التي أطلقتها البلدية تعد الأولى من نوعها والرائدة في المنطقة، والتي تعطينا رؤية وإمكانية كبيرة لتعميم هذه التجربة في الكثير من الشواطئ والمناطق."
بدورها قالت سعادة الدكتورة طريفة الزعابي، مدير عام إكبا: "تعتبر المياه العذبة من الموارد النادرة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعديد من البلدان الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لذلك، فإن من إحدى المهام الرئيسة التي يضطلع بها المركز هي إيجاد طرق لتوفير المياه العذبة كي يتسنى استهلاكها لأغراض أكثر أهمية مثل الاستهلاك المنزلي، والاستعاضة عنها بمصادر بديلة مثل المياه المالحة ومياه الصرف الصحي المعالجة للزراعة وتنسيق الحدائق. ونحن يسعدنا العمل مع بلدية مدينة أبوظبي لإنشاء هذه الحديقة باعتبارها نموذجًا في استخدام النباتات الملحية والمتحملة لملوحة التربة ومياه الري لتنسيق الحدائق المروية بالمياه المالحة، الأمر الذي مهَّد لهذا المشروع كي يكون بمثابة مخطط لمشاريع تنسيق الحدائق الأخرى في البيئات القاحلة والساحلية".
وفي إطار هذا التعاون المشترك، قدم إكبا المساعدة التقنية والتوصيات بشأن أفضل الممارسات الزراعية لا سيما فيما يتعلق بالري والمحاصيل في الحديقة، كما شارك قائمةً بالنباتات الملحية والمتحملة للملوحة وقدم بذورًا من تلك النباتات من بنك الجينات النباتية الخاص بالمركز.
حاليا، يُزرعُ في الحديقة عددٌ من النباتات الملحية والمتحملة للملوحة، بما في ذلك الساليكورنيا، والقطف الملحي، والتمر الهندي، والقرم. كما بُنيت الحديقة باستخدام مواد معاد تدويرها. وتعمل بلدية مدينة أبوظبي بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية على هذا المشروع البيئي منذ العام 2021.