أعلنت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، عن إطلاق تطبيق جديد للهواتف الذكية يعمل بالذكاء الاصطناعي، قادر على الكشف عن اضطرابات المحاصيل، وذلك خلال حفل أقيم في مقر المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا).
التطبيق الذي أطلق عليه اسم "الدكتور نبات" هو ثمرة تعاون بين إكبا وجامعة برشلونة الإسبانية، في إطار مشروع "تطوير تطبيق ذكي سهل الاستخدام للمزارعين أصحاب الحيازات الصغرى للكشف عن الاضطرابات النباتية".
فقد طُوِّر التطبيق بدعم من شركاء محليين في مصر وتونس والإمارات العربية المتحدة، كما أنه مُصمم لمساعدة المزارعين والمرشدين الزراعيين لاكتشاف اضطرابات المحاصيل في المراحل المبكرة، وبالتالي تقليل خسائر الغلة الزراعية وتحسين الدخل. والتطبيق قادر على تمييز 18 آفة زراعية شائعة تصيب الطماطم والفلفل والخيار، حيث تعتبر هذه المحاصيل النقدية مهمة لصغار المزارعين الذي يزرعون محاصيلهم في البيوت المحمية.
قالت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات: "هذا التطبيق هو مثال جوهري على كيفية تسخير قوة التكنولوجيا لمعالجة المخاوف المُلحّة واحتواء التحديات المتزايدة باستمرار وفي مقدمتها التغير المناخي، لذا لدينا اعتقاد راسخ بأن التدخلات التكنولوجية البنّاءة ستُحسِّن بالتأكيد من الممارسات الزراعية، وتُعزز جودة وكمية الحصاد الزراعي، وتُحسِّن بشكل خاص حياة المزارعين. كما أننا على ثقة من أن التطبيق سيغير قواعد اللعبة للمزارعين أصحاب المشاريع الزراعية الصغيرة، حيث سيوفر لهم التشخيص المبكر لاضطرابات النباتات بنقرة زر واحدة ويساعدهم على إنقاذ محاصيلهم ".
بدورها قالت سعادة الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام لإكبا: "يحتل المزارعون أصحاب المشاريع الزراعية الصُّغرى موقع الصدارة في مجال الأمن الغذائي، فهم يمثلون العمود الفقري للعديد من الاقتصادات الزراعية، لكنهم يفتقرون في كثير من الأحيان القدرة على الوصول للمعلومات المتعلقة بالآفات والأمراض النباتية، وهذا ما دفعنا إلى تطوير تطبيق هاتفي ذكي من شأنه أن يسد الهوة المعلوماتية لدى المزارعين ووضع المعرفة والذكاء الاصطناعي بين أيديهم ".
وكان إكبا قد جمع بيانات أولية من البلدان الثلاثة لتزويد نموذج الذكاء الاصطناعي بها بعد تطويره من قبل جامعة برشلونة. كما تم اختبار التطبيق ميدانيًا وتدريب 414 مزارعًا من أصحاب المشاريع الزراعية الصغرى والمتخصصين في الإرشاد الزراعي الذين قدموا ملاحظاتهم حول الإصدار التجريبي خلال الأعوام 2020 - 2022.
من جهته قال الدكتور خوسيه لويس أراوس، أستاذ فسيولوجيا النبات بجامعة برشلونة: "يكمن مستقبل الزراعة الأكثر كفاءة والصديقة للبيئة في التكنولوجيا والابتكار. لذلك، نحن نأمل أن نرى هذا التطبيق وقد تبناه المزارعون من أصحاب المشاريع الزراعية الصغرى والمستخدمون الزراعيون الآخرون في جميع أنحاء المنطقة."
وقالت الدكتورة هندة المحمودي، أخصائية فسيولوجيا النبات وقائدة المشروع في إكبا: "تشكل الآفات واضطرابات المحاصيل تحديًا كبيرًا للمزارعين أصحاب المشاريع الزراعية الصغرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لذلك يمكن للأنظمة الذكية مثل هذا التطبيق أن تلعب دورًا حاسمًا في إجراء التشخيص الفوري لاضطرابات النباتات واتخاذ إجراءات فعالة في الوقت المناسب".
ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، تتراوح الخسارة السنوية في إنتاج المحاصيل بسبب الآفات والأمراض النباتية حوالي 20 - 40 في المئة على مستوى العالم. وفي كل عام تُكَبِّدُ أمراض النبات الاقتصاد العالمي خسائر تقدر بحوالي 220 مليار دولار أمريكي، بينما يبلغ حجم الخسائر الناجمة عن الإصابات الحشرية ما لا يقل عن سبعين 70 مليار دولار أمريكي.
تجدر الإشارة إلى أن التطبيق مبرمج في الوقت الراهن لمصر وتونس والإمارات العربية المتحدة، ولكن هناك خطط لترقية التطبيق وطرحه في بلدان أخرى مستقبلًا.
كما أن التطبيق مجهز للعمل بثلاث لغات وهي العربية والفرنسة والإنكليزية، إضافة إلى توفيره توصيات للتعامل مع كل آفة نباتية يرصدها. وهو متاح للتنزيل على Google Play كما يمكن تحميل نسخة الويب منه من الموقع: https://drnabat.biosaline.org