يُجري المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) اختبارات لنظام زراعة خاضع للتحكم ومنخفض التكلفة وملائم للبيئات الصحراوية مثل بيئة دولة الإمارات العربية المتحدة.
تأتي هذه التجربة في إطار الجهود البحثية الموسعة التي يجريها المركز لتطوير تقنيات إدارة التربة والمياه بغرض تعزيز الإنتاج المستدام للمحاصيل في الظروف الصحراوية.
تتمثل بعض الأهداف الأساسية لتلك التجربة في تعزيز كفاءة التقنيات المختلفة المستخدمة في أنظمة زراعة البيئات الخاضعة للتحكم، وتحسين الري وإدارة العناصر الغذائية في أنظمة الحقول المفتوحة. يدرس الخبراء أيضًا أنواعًا مختلفة من المحاصيل المتحملة للملوحة والتي يمكن أن تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي، والاستدامة البيئية، وزيادة دخل المجتمعات الزراعية.
بدأت التجربة بزراعة طماطم تشال؛ وهي صنف طماطم من كوريا الجنوبية، في بيت زراعي محمي منخفض التكلفة متكيف مع الظروف المحلية.
يُستخدم في البيت المحمي مواد صديقة للبيئة بدلاً من ألواح البلاستيك أو البولي كربونات، ويستهلك قدرًا أقل بكثير من الكهرباء مقارنة بالبيوت الزراعية التقليدية المزودة بأنظمة تبريد بالمراوح والألواح.
علاوةً على ذلك، تُزرع النباتات بدون استخدام أي مواد كيميائية وتُروى بمزيج من المياه العذبة والمالحة من أجل توفير المياه العذبة.
وفق ما أفاد به دكتور هشام الفطناسي، خبير بستنة أول في إكبا: "نحن سعداء للغاية بالنتائج الأولية لهذا البيت المحمي منخفض التكلفة في إكبا. وفي إطار التجربة، أعددنا البيت المحمي بمساحة 250 مترًا مربعًا محاطة بشبكات الظل الزراعي، حيث توضع النباتات في اسطوانات بلاستيكية مملوءة بخليط جوز الهند. تسمح هذه الطبقة من جوز الهند للنباتات باستنبات جذورها والنمو جيدًا قبل أن تصل إلى التربة الرملية. وهذا يسمح بالاحتفاظ بالمياه عند مستوى الجذر لفترة أطول. ما لاحظناه هو أن جميع النباتات تقريبًا تنمو بشكل جيد وتُنتج طماطم عالية الجودة. وتكمن الفكرة في إيجاد حلول زراعية ذكية، وتطوير التصميم المثالي لنظام إنتاج المحاصيل منخفض التكلفة ومستدام وملائم للبيئات الهامشية".
إن ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة هي أهم المعوقات التي تواجه الإنتاج الزراعي في المناطق القاحلة مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أن معظم المياه المتوفر مالحة. ففي بلدان مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، جرت العادة على استخدام المياه الجوفية في الزراعة، ولكن، بمرور الوقت، تجاوزت معدلات السحب معدلات إعادة التخزين، مما أدى إلى زيادة ملوحة المياه الجوفية. نتيجةً لذلك، هناك اعتماد متزايد على المياه المحلاة، لكن إنتاجها مُكلّف، إذ يتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة. لذلك، لابد من التحول إلى المحاصيل الغذائية والأعلاف التي تتحمل تغير المناخ، واعتماد أنظمة محاصيل مبتكرة، وتقنيات مستدامة تحقق أفضل استخدام للموارد المتاحة مثل المياه المالحة والتربة الرملية، دون ممارسة ضغط إضافي على موارد المياه العذبة الشحيحة.
وتعد هذه التجربة جزءًا من جهود إكبا لاختبار وتطوير وإدخال المحاصيل الفعالة من حيث الموارد والتقنيات الزراعية التي تساعد في إنتاج المزيد من الغذاء وتوفير المزيد من الموارد وحماية البيئة.
تُنفذ التجربة بالتعاون مع الشركة الكورية الجنوبية (AgroTech Co. Ltd.). ويهدف الخبراء بعد تصميم النظام واختباره إلى تجربة المزيد من المحاصيل ووضع توصيات السياسة لكل من أنظمة المجال المفتوح، والأنظمة الزراعية الخاضعة للتحكم في البيئات الهامشية، وتعزيز قدرة المزارعين والعمال لإدارة هذه النظم.