بدأ خبراء المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بتنفيذ تجارب تهدف إلى دراسة الاحتياجات المائية لعدد من أصناف الأرز شديدة التحمل للملوحة في الظروف الصحراوية.
تُجرى هذه التجارب باستخدام ثلاث طرق للري: الري بالتنقيط تحت السطحي بدون بطانة بلاستيكية؛ الري بالتنقيط تحت السطحي باستخدام صفيحة حديدية محكمة الإغلاق في الأسفل (مقياس ذوبان وزني)؛ والري بالتنقيط السطحي مع بطانة بلاستيكية.
تُنفذ هذه التجارب في محطة أبحاث المركز بدبي من أجل تقييم مدى ملاءمة الأصناف للظروف المحلية وتحديد أفضل طريقة للري.
حصل المركز على هذه الأصناف من معهد أبحاث الأرز في بنغلاديش وهي تتحمل مستوى ملوحة تصل إلى 12 ديسيسيمنز/م في مرحلة الإنبات وحوالي 10 ديسيسيمنز/م في مرحلة الإزهار - وهما مرحلتان يكون الأرز فيهما أكثر عرضة للملوحة.
وبينما يعتبر الأرز محصولًا متطلبًا للمياه، إلا أنه يستخدم جزءًا فقط من المياه المخصصة لزراعته. وهذا يعني أنه يمكن ري الأرز بكميات أقل من الماء أيضًا.
يشير بهذا الخصوص الدكتور راكيش كومار سينغ، مدير برنامج تنويع المحاصيل وعلم الوراثة في إكبا: "ينمو الأرز عادة في ظروف مشبعة بالمياه بسبب وجود الهواء في أوراقه (مسام الأوراق المتصلة بالجذور من أجل التنفس). وهذا يسمح للجذور بالتنفس في ظروف التشبع بالمياه، في حين أن معظم النباتات الأخرى ليس لديها هذه القدرة. ووفقًا للمفهوم العام والمقالات العلمية، فإن كيلوغرام واحد من الأرز المزروع في الحقول يتطلب حوالي 3000-5000 لتر من الماء في التربة العادية (الطين والطمي الطري). لكن في الواقع، هذه فكرة خاطئة حيث يتم ترشيح جزء كبير من المياه ولا تستخدم نباتات الأرز سوى كمية قليلة منه فقط".
ويضيف الدكتور سينغ: "لا تحتاج النظم البيئية للأرز إلى ظروف مشبعة بالمياه بشكل كبير، مما يعني أنه يمكننا أيضًا زراعته بمياه أقل، أي زراعته مثل المحاصيل الأخرى باستخدام الري المتكرر حسب الحاجة. لذلك نهدف من خلال هذه التجارب الأولية إلى تقييم طرق الري المختلفة لزراعة الأرز، ونأمل في تحديد الطريقة الأكثر كفاءة لزراعته".
وقد زُرعت شتلات أصناف الأرز في منتصف نوفمبر 2020، وسيبدأ الحصاد في أبريل 2021. يستخدم الخبراء المياه العذبة لاختيار طريقة الري المثلى وإكثار البذور. كما سيتم إجراء تجربة واسعة باستخدام مستويات ملوحة مختلفة خلال الموسم التالي لاختيار الأصناف المناسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة والدول الأخرى ذات الظروف البيئية المماثلة.
وأخيرا، تُعتبر هذه الأصناف المستخدمة في التجارب غير حساسة للضوء وقد تستغرق 120-135 يومًا من مرحلة البذر حتى النضج. وهي أصناف مفضلة في عدد من بلدان جنوب آسيا، ولا سيما بنغلاديش.