أُبرم المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) والصندوق العالمي لتنوع المحاصيل اتفاقاً للتعاون في مجال تحسين حفظ الموارد الوراثية النباتية في البيئات الهامشية التي تعد المناطق الأسرع تأثراً في العالم بتغير المناخ وندرة المياه والملوحة، وغيرها من المخاطر.
فقد تم مؤخراً توقيع مذكرة تفاهم بين إكبا والصندوق العالمي لتنوع المحاصيل، وهو منظمة عالمية داعمة للبنوك الوراثية الدولية الرئيسية على مستوى العالم، بما فيها قبو سفالبارد العالمي للبذور.
يركز التعاون المشترك بين الطرفين على حشد التمويل الذي يُمكّن آلية الهبات الخاصة بالصندوق العالمي لتنوع المحاصيل من تقديم الدعم اللازم للبنك الوراثي لإكبا على نحو يستطيع من خلاله الإيفاء بمقاييس الأداء، مما يجعله بالتالي مؤهلاً لتلقي دعم طويل الأجل على نحو يساعد على حفظ واستخدام التنوع الحيوي الزراعي وبالتالي الوصول إلى زراعة مستدامة والإسهام في جهود الأمن الغذائي في بعض من أشد المناطق جفافاً وملوحة على مستوى العالم.
وفي معرض حديثها حول هذه الشراكة، تقول الدكتورة طريفة الزعابي، مدير عام إكبا بالإنابة: "نحن متحمسون للعمل مع الصندوق العالمي لتنوع المحاصيل من أجل خدمة الإنسانية. وهذا التعاون بين الطرفين سوف يساهم في تحسين البنك الوراثي لإكبا، كما سيسهم أيضاً في حماية بعض من أهم الموارد الوراثية النباتية على مستوى العالم ذات الإمكانية المثبتة أو المحتملة لتحمل الملوحة والحرارة والجفاف لجني منافع عامة. وفي نهاية المطاف ستدعم هذه الشراكة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة وكذلك العلماء على نحوٍ يمكنهم من استنباط وإدخال أصناف لمحاصيل جديدة ذات قدرة على التأقلم مع المناخ وغنية بالمغذيات في البيئات الهامشية."
من جهته، قال الدكتور سيتفان شميتز، مدير الصندوق العالمي لتنوع المحاصيل: "يسرنا التعاون مع إكبا بهدف رفع القدرة على التأقلم لدى نظمنا الغذائية على المدى الطويل. فالتنوع الحيوي الزراعي هو بمثابة بوليصة تأمين تحمينا من ضبابية المستقبل، وعلينا جميعاً تقدير هذا التنوع وحمايته إذا ما أردنا الحصول على الغذاء الكافي الغني بالمغذيات وبأسعار ميسورة إلى الأبد. ونحن في الصندوق العالمي لتنوع المحاصيل، بصفتنا منظمة دولية مخصصة حصرياً لحفظ تنوع المحاصيل وتوفيرها، متحمسون لاتخاذ خطوة كبيرة نحو الأمام في مهمتنا الجوهرية من خلال شراكتنا مع إكبا."
ووفق الاتفاق المذكور سيعمل إكبا والصندوق العالمي لتنوع المحاصيل على حشد الدعم المالي الذي يُخصص لبناء قدرة البنك الوراثي لإكبا على نحو يوصله إلى مستوى يتيح له الحصول على تمويل مستمر من آلية هبات الصندوق العالمي لتنوع المحاصيل وإلى الأبد. أما الهدف المتوخى من هذا التعاون فيكمن في التحديث وتطبيق إجراءات استراتيجية من قبيل تنفيذ دراسة التكلفة وتحسين نظام إدارة الجودة ونظم التوثيق، وإجراء أنشطة التدريب، وإعداد نظام لرصد الأداء.
إضافة إلى ذلك سيجري إكبا والصندوق العالمي لتنوع المحاصيل أنشطة مشتركة في ميدان التواصل والتوعية العامة كعقد دورات تدريبية وتنظيم المؤتمرات والاجتماعات الفعلية والافتراضية حول العالم مع التركيز بصفة خاصة على مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المعروف بمجلس التعاون الخليجي.
يأتي هذا الاتفاق عقب زيارة وفد من الصندوق العالمي لتنوع المحاصيل إلى إكبا بقيادة سعادة السيدة مرسيدس أراوز، نائب رئيس جمهورية بيرو ورئيس مبادرة الأغذية إلى الأبد، وهي شراكة عالمية أطلقها الصندوق العالمي لتنوع المحاصيل.
لدى إكبا شبكة عالمية من الشركاء، كما يدير المركز مجموعة كبيرة من الأصول الوراثية لأنواع نباتات متحملة للجفاف والحرارة والملح. أما البنك الوراثي لإكبا فيحتوي على نحو ۱٤,۵۲٤ مدخل لقرابة ۲۷۰ من الأنواع النباتية التي جُمعت من أكثر من ۱۵۰ بلداً وإقليماً.
وهذا البنك الوراثي هو أيضاً جزء من "النظام المتعدد الأطراف للوصول إلى المواد الوراثية وتقاسم المنافع" (MLS) ضمن إطار المادة ۱۵ من المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة (ITPGRFA)، التي تمثل مجمعاً وراثياً عالمياً للمواد الوراثية النباتية المتاحة للمزارعين ومربي النبات والعلماء من أجل إنتاج غذاء نباتي مستدام. أما عدد عينات الأصول الوراثية للمحاصيل في النظام متعدد الأطراف آنف الذكر فيزيد اليوم عن ۲,٦ مليون عينة.
إلى جانب ذلك، يزود إكبا مؤسسات مختلفة حول العالم بعينات من البذور لصالح البحوث والتربية ولإدخالها في نظم الإنتاج. إذ وزع المركز لسنوات نحو ۸,۵۷۲ عينة بذور إلى منظمات شريكة منتشرة في ۵۷ بلداً.