قد تصبح معالجة بذور الكينوا قريبًا أسهل وأرخص ثمناً بفضل آلة بسيطة ولكنها مبتكرة طورها فريق من المخترعين، منهم خبراء من المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا).
فقد حصل الفريق مؤخرًا على براءة اختراع من وكالة الملكية الفكرية في وزارة العدل بجمهورية أوزبكستان.
تم تصميم الآلة وتركيبها بشكل مشترك بين معهد البحث العلمي للميكنة وكهربة الزراعة؛ جامعة ولاية طشقند الزراعية؛ والمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا).
تستطيع هذه الالة تأدية عدة أعمال مثل الفرط، والتقشير، والتنظيف بالهواء، والفصل بالجاذبية، والفصل بالغربال الاهتزازي، والتوزيع حسب الحجم؛ مما يزيد من كفاءة التنظيف ويقلل من الفاقد. كما تعمل الآلة بالكهرباء بقدرة تنظيف حوالي ۳-۵ طن من البذور في الساعة. والأهم من ذلك، يمكن للآلة إنتاج بذور الكينوا التي تلبي معايير الجودة من حيث الحجم والنقاء.
يُعتبر الكينوا أحد أكثر المحاصيل المغذية، حيث أثبت أنه بديل ممتاز مع تنوع حيوي كبير. يمكن للمحصول أيضاً التكيف مع البيئات المختلفة، بما في ذلك البيئات الهامشية الأكثر عرضة لتغير المناخ وندرة المياه والملوحة.
نفذ إكبا، ضمن برنامجه العالمي للكينوا، أبحاثًا عن هذا المحصول منذ العام ۲۰۰۷، حيث حدد وطور المركز خمسة أنماط وراثية تناسب مختلف الظروف الزراعية البيئية. وعلى مر السنين، أدخل إكبا هذه الأنماط الوراثية في بلدان مختلفة، بما في ذلك المغرب ومصر والهند وقيرغيزستان وباكستان وإسبانيا وطاجيكستان والإمارات العربية المتحدة وأوزبكستان.
يركز إكبا الآن على توسيع نطاق سلاسل قيمة الكينوا في مناطق مختلفة، بما في ذلك آسيا الوسطى. فمن التحديات الرئيسية التي تواجه المزارعون، ولا سيما أصحاب الحيازات الصغيرة، المعالجة بعد الحصاد حيث لا يمتلك هؤلاء المعدات اللازمة لفرط وتنظيف البذور. لذلك تتم معظم المعالجة يدويًا، مما يثني المزارعون في بعض الأحيان عن زراعة مثل هذه المحاصيل.
يقول الدكتور عزيز كريموف، مدير المكتب الإقليمي لإكبا في آسيا الوسطى وجنوب القوقاز: "على مدى السنوات القليلة الماضية، شهد إنتاج الكينوا نموًا تدريجيًا في آسيا الوسطى، وصاحب ذلك اهتمام المزارعين بالمحصول. ومن المتوقع أن يزداد الإنتاج أكثر في السنوات القادمة. لذلك، سيكون من المهم استبدال الممارسات التقليدية المناسبة للإنتاج الصغير بالزراعة الآلية والحصاد ومعالجة ما بعد الحصاد".
من جهته، أشار الدكتور بوتير خايتوف، زميل ما بعد الدكتوراه في المكتب الإقليمي لإكبا: "بما أن إنتاج الكينوا جديد في منطقة آسيا الوسطى، فإنه لم يتم سابقًا تطوير آليات محددة لحل التحديات التقنية التي تعيق معالجة البذور وكان سوق هذه التقنيات محدودًا. إذ يحجم المزارعون عن زراعة محصول جديد لا توجد له تقنية معالجة ما بعد الحصاد. لذلك فإننا نأمل أن يُسهل هذا الاختراع اعتماد وتوسيع إنتاج الكينوا في المنطقة".
تم تصميم هذه الآلة في البداية لتنظيف بذور الكينوا، ويمكن استخدامها أيضًا لتنظيف بذور المحاصيل الأخرى مثل القطيفة والبرسيم ومحاصيل البذور الصغيرة.
يضيف الدكتور بوتير "أنه لمساعدة صغار المزارعين في المناطق النائية، فإن الخطوة التالية هي تطوير نسخة محمولة من الآلة يمكن أن تعمل بالطاقة الشمسية".
تم تطوير الآلة في إطار مشروع بعنوان "شراكات عبر إقليمية لتحسين الأمن الغذائي والتغذوي في البيئات الهامشية في آسيا الوسطى" بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية (IsDB)، الذي نفذه إكبا من عام ۲۰۱۳ حتى ۲۰۱۸.