نُشر في كتاب صدر مؤخراً بعنوان "بحوث جديدة حول المحاصيل البديلة" كيف يمكن للمحاصيل البديلة أن تُسهم في ضمان الأمن الغذائي ورفع مستوى التغذية وتحسين مصادر المعيشة وتحقيق الاستدامة البيئية في البيئات الهامشية المنتشرة في شتى بقاع العالم.
يعرض الكتاب المذكور دراسات استمدت من مناطق مختلفة حول العالم، حيث يتم فيه التركيز على زراعة محاصيل بديلة مثل الكينوا والقطيفة وغيرها في المناطق الهامشية كحلّ عملي لمشاكل ندرة المياه وملوحة التربة والمياه والجفاف والحرارة، التي تفاقمت بفعل تغير المناخ.
كما يعرض الكتاب الذي شارك في تحريره الدكتور رضوان شكر الله، كبير الزملاء لدى المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، تحليلاً مفصلاً لآخر البحوث التي أجريت على نظم زراعية جديدة تناسب البيئات الهامشية.
ويتطرق الكتاب أيضاً إلى الدراسات التي أجريت مؤخراً والتي تظهر قدرة المحاصيل المتحملة للملوحة والجفاف والحرارة على استصلاح الأراضي المتدهورة وكذلك قدرتها على الحدّ من استخدام مبيدات الآفات وغيرها من المستلزمات وحفظ التنوع الحيوي.
ويقدم كل فصل من فصول الكتاب الستة عشر استعراضاً شاملاً للمنافع الهائلة للمحاصيل البديلة مع حلول عملية للعلماء ومنتجي الأغذية وغيرهم من أصحاب الشأن.
يقدم الفصل الأول، على سبيل المثال الذي شاركت في تأليفه الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا، تفسيراً للسبب الذي يجعل من المحاصيل البديلة سبيلاً لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية في البيئات الهامشية، ويسرد بالتفصيل تجربة إكبا في ميدان تحسين المحاصيل وتربيتها وحفظ الموارد الوراثية النباتية.
كما يستشهد بالكينوا، ذلك المحصول الذي يتسم بقدرته على التأقلم والغني بالمغذيات، كحلّ محتمل لمحاربة الجوع وسوء التغذية والفقر في المناطق التي لا تعطي فيها المحاصيل الأساسية إنتاجية جيدة.
إلى ذلك، يقدم الكتاب أيضاً مقترحاً للمضي قدُماً على طريق تحسين إنتاجية المحاصيل البديلة ورفع مستوى تكيفها مع البيئات الهامشية، كما يركز على الحاجة إلى زيادة حجم التعاون العلمي الدولي وتنمية قدرات المزارعين وغيرهم من أصحاب الشأن.
ومن المنتظر أن يكون هذا الكتاب بمثابة خطوة مهمة باتجاه تحفيز زراعة المحاصيل البديلة والتشجيع على إجراء مزيد من البحوث في هذا الميدان. إضافة إلى ذلك أنه سيكون مرجعاً يعود بالنفع على العلماء والمختصين وصناع السياسات العاملين على تحسين الإنتاجية الزراعية في البيئات الهامشية.