يعمل المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) مع أصحاب الحيازات الصغيرة من مزارعين ومزارعات بالمناطق المتأثرة بالملوحة في سبعة بلدان من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بهدف تقديم العون لهم وتعزيز قدرتهم على مواجهة تحديات ملوحة التربة وتغير المناخ.
فمن خلال مشروع "تعزيز تأقلم الزراعة مع الملوحة من خلال تطوير وتحفيز التقنيات التي تهدف للحد على الفقر" - المعروف اختصاراً باسم (RESADE) – والممتد لأربع سنوات، بدأ خبراء المركز بالعمل مع عدد من الشركاء المحليين منذ العام ۲۰۱۹ بهدف رسم خرائط المناطق المتأثرة بالملوحة، وإجراء دراسات أولية، وإنشاء مراكز لأفضل الممارسات.
يهدف هذا المشروع، الذي يموله الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية (BADEA)، إلى إدخال محاصيل متحملة للملوحة والجفاف، وتطبيق ممارسات الإدارة الزراعية المثلى في المجتمعات الريفية في كل من بوتسوانا وغامبيا وليبيريا وموزامبيق وناميبيا وسيراليون وتوغو.
كما سوف يساهم المشروع في تطوير سلاسل القيمة لمحاصيل جديدة، وتنمية قدرات المزارعين والمرشدين الزراعيين في مجالات التأقلم مع الملوحة والزراعة الذكية مناخياً.
وليتمكن المشروع من بلوغ أهدافه المنشودة، يطبق الخبراء نهجاً تشاركياً يشمل كافة شرائح المستفيدين في كل مرحلة من مراحل تنفيذه. ومن بين أنشطته، بدأ الخبراء بإعداد مركز واحد على الأقل مخصص لأفضل الممارسات في كل بلد، حيث وصل أحد هذه المراكز إلى المرحلة الأخيرة من تأسيسه على مساحة هكتار واحد في إحدى قرى منطقة ماريتايم، بتوغو.
كما يشجع فريق المشروع المزارعين المحليين من أصحاب الحيازات الصغيرة على الانضمام إلى مجموعة مؤلفة من ۵۰ مزارعاً رائداً في كل مركز من المراكز المذكورة بهدف زيادة مستوى مشاركتهم في أنشطة المشروع، إذ سيختبر هؤلاء المزارعون بأنفسهم المحاصيل والتقنيات الزراعية وسيشاركون في تقييمها، حيث أن معرفتهم بالأغذية المفضلة محلياً والأسواق سوف يساهم في توجيه اختيار المحاصيل والتقنيات الزراعية.
كذلك سيتلقون تدريباً ليصبحوا مُدرّبين مؤهلين لنقل المعرفة التي يحصلون عليها إلى زملاءهم، وسيتعلمون سبل تحديد واختبار أصناف المحاصيل المتحملة للملوحة والجفاف من بين المحاصيل المحلية وغير المحلية وإدارتها بكل كفاءة.
سوف يسهم هذا المشروع المذكور في مساعدة حوالي ۱۱,۵۵۰ مزارعاً من أصحاب الحيازات الصغيرة (نصفهم على الأقل من النساء) على اعتماد نظم زراعية جديدة تتسم بالقدرة على التأقلم مع الملوحة وتغير المناخ، مما يساهم بالتالي في زيادة الإنتاجية الزراعية في المناطق المتأثرة بالملوحة بنسبة ۳۰ في المائة، إضافة إلى زيادة دخل المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة بنسبة ۲۰ في المائة.