أطلق المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) والمصرف البريطاني للشرق الأوسط المحدود (HSBC) برنامجاً جديداً لإقامة شبكات مستدامة، وإطلاق إمكانية إقامة المشاريع لدى المجتمعات الزراعية التي تعيش في البيئات الهامشية في مصر والإمارات العربية المتحدة.
وعُرض هذه البرنامج الذي أطلق عليه اسم "الغذاء للمستقبل" رسمياً في مدينة القاهرة بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019 خلال فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، حيث يسعى البرنامج إلى التشجيع على اتباع النـُهج الزراعية المستدامة والتي تتسم بالقدرة على التأقلم مع المناخ بهدف إعادة الأراضي المتدهورة إلى دائرة الاستخدام.
أضف إلى ذلك أن هذا البرنامج يهدف إلى تمكين المجتمعات الريفية من الازدهار وتوجيه التنمية الاقتصادية الريفية في نهاية المطاف على امتداد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويتمحور برنامج "الغذاء للمستقبل" حول ثلاثة مواضيع أساسية: الأعمال الزراعية الذكية مناخياً في مصر؛ تنمية القدرات في ميدان الزراعة المتكاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ والنـُهج الزراعية المستدامة غير التقليدية لصالح المناطق المتأثرة بالملوحة في مصر. ومن فعاليات البرنامج المذكور، سيتم تنمية قدرات المجتمعات الزراعية، لاسيما العاملين في المزارع، من خلال تطبيق تفاعلي على الهاتف الجوال يوفر برامج تعليمية مصورة.
وقد صُمم هذا البرنامج – المدعوم من المصرف البريطاني للشرق الأوسط المحدود (HSBC) كجزء من الاستراتيجية المؤسسية الخاصة بالاستدامة المتبعة في المصرف – بهدف إحداث تأثيرات مجدية اقتصادياً على المستويين المحلي والإقليمي، حيث ينفذه إكبا بالتعاون مع مؤسسات شريكة للمركز في كلّ من مصر والإمارات العربية المتحدة.
وسيعمل إكبا مع مركز التميز المصري للزراعة الملحية ومركز بحوث الصحراء على إنتاج الكينوا في محافظة الوادي الجديد، وكذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومحافظة البحر الأحمر على تجارب إنتاج الساليكورنيا في منطقتي شلاتين ووادي القويح.
وفي تعليق للدكتورة أسمهان الوافي، المدير العام لإكبا، على البرنامج، قالت: "يسرنا إطلاق برنامج ’الغذاء للمستقبل‘ لصالح المجتمعات الزراعية في مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة. فهذا البرنامج يهدف إلى إدخال نـُهج مبتكرة لضمان استدامة المزارع والمجتمعات الزراعية مع التركيز على ’الاقتصاد الأخضر‘ و’المشاريع الخضراء‘."
وتضيف الدكتورة الوافي: "بالتعاون مع شركائنا المحليين والمصرف البريطاني سوف نعمل على تنمية قدرات المجتمعات الزراعية على مستوى المشاريع من خلال إدخال سلاسل القيمة للمحاصيل الذكية مناخياً كمحصولي الكينوا والساليكورنيا. وتسعى هذه الممارسات الزراعية الفضلى إلى إمداد المجتمعات الزراعية في كلا البلدين بـنُهُج تفيد الاستدامة، وخدمات لصالح النظام الإيكولوجي، فضلاً عن توفيرها لإيرادات مالية."
من جانبه، قال السيد دايفيد راموس، المدير الأول المسؤول عن الاستدامة في المصرف البريطاني للشرق الأوسط المحدود: "إن تنمية المهارات في مجال تنظيم المشروعات وتعزيز سلاسل الإمداد المستدامة يأتي ضمن المهمة المنوطة بمؤسستنا. إذ ننفذ ذلك من خلال دعم المبادرات التي تساعد الشركات وسلاسل الإمداد الخاصة بها على نحو مستدام. كما نركز منذ سنوات على الأمن الغذائي وسلسلة الإمداد الزراعي، حيث نعمل على ترويج الزراعة المتكاملة مع المرحلة الأولى لمشروع "الغذاء للمستقبل" ونتعاون مع مركز الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة على تطبيق "مسرع التقنيات الزراعية" عام 2018، كجانب للوصول إلى فريق العمل في القطاع المالي. لا شك أن شراكتنا مع إكبا تعزز مسار هذا العمل، حيث تقدم نهجاً مبتكراً يساعد على ضمان الاستدامة البيئية والمالية للمزارعين من خلال وضع البيئات الهامشية في دائرة الإنتاج والإيفاء بالحاجة المتزايدة إلى الأراضي الزراعية في المنطقة."
وكجانب من أنشطة البرنامج، سيعمل إكبا أيضاً مع منصة العمل الذكي (Smart Labour) لتوفير تدريب تفاعلي ذي علاقة بالزراعة للعاملين في المزارع في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتطبيق "العمل الذكي" هو تطبيق حصري على الهاتف الجوال، يناسب العمال في دولة الإمارات العربية ويوفر التعليم الذكي والبرامج المخصصة والخدمات ذات القيمة المضافة التي تمكن العمال من العمل بذكاء أكثر ومجهود أقل وذلك لزيادة الإنتاجية.
يحظى تطبيق "العمل الذكي" بدعم وزارة الموارد البشرية والتوطين، وصندوق محمد بن راشد للابتكار. وقد اختير تطبيق "العمل الذكي" وإكبا كاثنين من الجهات المبتكرة العالمية لبرنامج "إكسبو لايف" في دولة الإمارات العربية المتحدة.
يقول السيد أبو معاذ، مؤسس تطبيق العمل الذكي: "يسر تطبيق العمل الذكي أن يقيم شراكة مع إكبا لتوفير التعليم المفيد للعاملين في الميدان الزراعي في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولعلها المرة الأولى التي يستخدم فيها المزارعون والعاملون في المزارع في دولة الإمارات العربية المتحدة تطبيقاً على الهاتف الجوال مثل العمل الذكي لتعلم أشياء مفيدة وتنفيذ أفضل الممارسات المتعلقة بالزراعة. لا شك أن الشراكة مع إكبا تمثل تطابقاً مثالياً يتم من خلاله إيصال الخبرات الواسعة التي يتحلى بها خبراء إكبا إلى المزارعين عن طريق الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا."
هذا ويبنى البرنامج على نجاح المرحلة الأولى لمبادرة "الغذاء للمستقبل" وتأثيرها، حيث من المرتقب خلال السنوات القادمة أن يقوم برنامج "الغذاء للمستقبل" بتطوير نموذج مبتكر للمشاريع والقيادة الاجتماعية والتحقق منه ونشره، مع الاستفادة الكلية من أبواب الفرص التي تفتح أمام القطاع الزراعي لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.