توصل المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) وجامعة جايمس كوك (JCU) الحكومية في كوينزلاند الشمالية بأستراليا إلى اتفاق تعاوني في ميدان البحوث والتنمية لتحسين إنتاج الأغذية والزراعة في المناطق الجافة.
فقد أبرم إكبا وجامعة جايمس كوك مذكرة تفاهم في الشأن المذكور في مقر المركز بدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ 9 يوليو/تموز 2019 بحضور كبار المسؤولين من مكتب الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي تعليق لها على هذه العلاقة التشاركية، قالت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزير دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة: "إن إكبا وجامعة جايمس كوك يضطلعان بدور ريادي في مجال الزراعة المستدامة الآخذة في التطور. ولدى كلتا المؤسستين فرق من الخبراء الدوليين المختصين في بحوث التربة والمحاصيل والمياه والسياسات والجوانب الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن عدد من المرافق المخصصة للتعليم والتدريب على مستوى دولي. وتعتبر البحوث والتنمية أساس الزراعة المستدامة، حيث يمكن لهذه العلاقة التعاونية الجديدة أن تحقق زيادات مطردة في الأنشطة ضمن ميدان البحوث والتنمية المتعلقة بتربية الأحياء المائية وزراعة المحاصيل في بيئات هامشية ومالحة."
وأضافت معاليها: "إنها شراكة بين مركزَي امتياز لدفع البحوث قدماً والوصول إلى أشكال جديدة وحيوية عالية الإنتاجية من الزراعة المستدامة التي تـُعتمد بنجاح كاتجاه سائد. وعند توسيع نطاق هذه الأساليب، فإنها ستحل محل الطرائق التقليدية التي يتبعها المزارعون وتنتج كماً أكبر من الغلال باستخدام موارد مثالية، فضلاً عن أنها تبشر بقدرتها على إطعام العدد المتنامي لسكان العالم. ويسر مكتب الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة دعم هذه الشراكة بين إكبا وجامعة جايمس كوك."
من جانبها، علقت سعادة رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب لهيئة البيئة – أبوظبي، ورئيس مجلس إدارة إكبا قائلة: "لدي تفاؤل كبير حيال ما يحمله هذا التعاون بين إكبا وجامعة جايمس كوك من إمكانيات. إذ يفتح الأبواب لفرص جديدة لكلتا المؤسستين للعمل معاً نحو تحقيق التنمية الزراعية المستدامة في المناطق الجافة بصفة خاصة والبيئات الهامشية بصفة عامة، والاستفادة من التجربة البارزة لبعضهما البعض في ميدان البحوث والتنمية."
ومتحدثة عن الشراكة، قالت الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا: "أعرب عن بالغ سرورنا لانضمام جامعة جايمس كوك لشبكة شركائنا العالميين. كلنا ثقة بأننا سنبلغ مستوى أعلى من التآزر والتأثير من خلال تضافر جهودنا في ميدان البحوث والابتكار والتنمية لما فيه نفع أصحاب الشأن المعنيين بعمل المركز. كما تفتح هذه الشراكة أيضاً أبواب الفرص لكلتا المنظمتين لاستثمار الخبرات الفريدة التي تتمتع بها كل منهما."
كما ستعمل المنظمتان أيضاً يداً بيد على إطلاق مشاريع مشتركة، منها على سبيل المثال لا الحصر، مشاريع خاصة بالمجينات، وطحالب المياه المالحة والعذبة، وكذلك الاستزراع المائي، وتدوير المياه وإدارتها، والمعالجة الحيوية.
من جانبها، قالت الأستاذة الدكتورة ساندرا هاردينج، نائب المستشار ورئيس الجامعة: "لا شك أنها فرصة رائعة للتعرف أكثر على ما يقوم به إكبا من عمل مثير للإعجاب في مساعيه للوصول إلى مصادر معيشة مستدامة لصالح سكان المناطق الهامشية. وثمة الكثير من النقاط التي تلتقي بها أولويات المركز مع جامعتنا وأتطلع لشراكة مديدة بين المنظمتين."
وانطلاقاً من موقعه كمركز للبحوث الزراعية التطبيقية، يعمل إكبا على معالجة المخاطر والمشكلات الراهنة والمستقبلية التي تعترض الزراعة في البيئات الهامشية. أما التركيز الرئيسي للمركز فينصب على تحديد واختبار وتوجيه المحاصيل والتقانات التي تتسم بكفاءة استخدامها للموارد والذكية مناخياً في المناطق المتأثرة بالملوحة والنادرة المياه والمعرضة للجفاف. ويعمل إكبا منذ سنين على اكتساب خبرة تطبيقية واسعة، ناهيك عن أنه أوجد حلولاً خاصة بمشكلات الملوحة وندرة المياه والجفاف. وبذلك يتبوأ المركز موقعاً فريداً لإدخال المحاصيل الذكية مناخياً والتقانات المطلوبة بشدة إلى شتى بقاع العالم سعياً منه للتخفيف من الأزمات الغذائية والمائية المتوقعة.
كما نفذ المركز منذ تأسيسه عام 1999 برامج في أكثر من 30 بلداً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء، وجنوب آسيا، وآسيا الوسطى والقوقاز.
كذلك وسع إكبا شبكة شركائه حول العالم لرفع إمكانية وصول برامجه إلى شتى المناطق وزيادة تأثيراتها. إذ لديه شركاء في أكثر من 50 بلداً، الأمر الذي يمكنه من كسب مجموعة واسعة ومتنوعة من الخبرات، وبالتالي مساعدته على تحقيق تأثير أعظم على أرض الواقع.
هذا ويسهم إكبا، من خلال عمله، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبخاصة الهدف الأول (القضاء على الفقر)، والهدف الثاني (القضاء على الجوع) والهدف الخامس (المساواة بين الجنسين)، والهدف السادس (المياه النظيفة والإصحاح)، والهدف الثالث عشر (الإجراءات المتعلقة بالمناخ) والخامس عشر (الحياة على اليابسة) والهدف السابع عشر (الشراكات لتحقيق الأهداف).