يقدم برنامج للمنح الخاصة بالأبحاث المساعدة لأربع عالمات عربيات لإتاحة الفرصة لهن لإجراء أبحاث متقدمة بالتعاون مع علماء رياديين أمريكيين وبالتالي تمكينهن من إبراز كامل قدراتهن العلمية. وقد تم إطلاق هذا البرنامج في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2016 بين المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) والمؤسسة العالمية للأبحاث والتنمية المدنية CRDF Global.
ويأتي هذا البرنامج كجانب من جهود إكبا وشركائه التي تصب في تمكين العالمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإسهام في تقليص الفجوة بين الجنسين في ميدان البحوث والتنمية الزراعية في المنطقة.
وبموجب هذا البرنامج، مُنحت أربعة فرق تضم عالمات عربيات وعلماء من جامعات أمريكية بمبلغ 100,000 دولار أمريكي لفترة ثلاث سنوات، حيث يشارك فيه ثلاث عالمات عربيات من تونس وواحدة من المغرب.
تقول الدكتورة ريم نفيسي قرطيني، الأستاذ المساعد في مركز التكنولوجيا الحيوية في برج سدرية بتونس، التي تتعاون مع الدكتور روبرت جانسن من جامعة تكساس في أوستن لتنفيذ مشروعها: "لسوء الحظ، لا تملك النساء فرصاً كافية لتلقي الدعم في الميادين العلمية. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه الخصوص تغيب عدالة الفوز بالفرص البحثية بين الرجال والنساء. وقد أتاحت لي هذه المنحة فرصة التعمق في البحوث الجزيئية لتحمل الشعير للملوحة."
وتضيف: "لقد ساعدتني هذه المنحة كثيراً في تأسيس مشروعي الذي يتعلق بتحديد المورثات المشاركة في تحمل الشعير لإجهاد الملح. ونظراً لأن الملوحة تشكل تهديداً جسيماً للحبوب وللنباتات بصورة عامة في كامل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أطلقت عملي في ميدان المورثات المسؤولة عن تحمل الملح."
أما الدكتورة عفوة ثامر، الأستاذ المساعد لدى المعهد العالي للتكنولوجيا الحيوية التطبيقية في مدينة مدنين بتونس التي عملت مع الدكتور وليد صدوق من جامعة مينيسوتا فتقول: "كانت فرصة عظيمة لأدفع ببحوثي قدماً وأساعد طلابي. أما الهدف الأسمى لبحثي فيكمن في تحسين إنتاج القمح في تونس نظراً لارتفاع أسعاره حين ينعدم الاتساق بين الإنتاج والواردات، ما يؤثر بالتالي في المزارعين بشكل رئيسي. لذلك، أود تناول قضايا المزارعين المتعلقة بفقدان الغلال الناجم عن تغير المناخ. ومن الصفات المميزة لهذا المشروع أيضاً إدراج الباحثات والطالبات والمختصات العاملات في ميدان الخدمات الإرشادية. أعتقد أنها كانت بداية عظيمة لي كي أفهم على نحو أعمق كيفية العمل مع المزارعين واتباع نهج أكثر تشاركية لأبحاثي. لقد كان إكبا والمؤسسة العالمية للأبحاث والتنمية المدنية مصدر دعم هائل لي خلال هذا المشروع."
"خلال السنتين السابقتين، أجرينا بعض أعمال التهجين لاستنباط صنف يتسم بقدرته على النضج خلال فترة أبكر وتتمتع بقيمة تغذوية مرتفعة. وفي هذا المقام أود أن أعرب عن شكري لكل من إكبا والمؤسسة العالمية للأبحاث والتنمية المدنية على مساعدتي في هذا المشروع. إذ تمكننا خلاله من إجراء العديد من أعمال التهجين وإدخال بعض المواد الوراثية من الولايات المتحدة الأمريكية في برنامج التربية الذي نعمل على تنفيذه." جاء ذلك على لسان الدكتورة شفيقة حواصلي، مربية حمص لدى المعهد الوطني للبحث الزراعي بالمغرب، التي تعاونت مع الدكتور فارما بينميتسا من جامعة كاليفورنيا في دايفس. وتعمل الدكتورة على استنباط وإطلاق أصناف حمص تتسم بتكيفها مع مختلف المناطق الزراعية الإيكولوجية في المغرب وتتسم بمستوى جيد من الغلة والمقاومة لشتى الإجهادات مثل الجفاف والأمراض.
وفاز بالمنحة أيضاً الدكتورة أماني بشير، باحثة مشاركة لدى معهد أشجار الزيتون في جامعة صفاقس بتونس، والتي عملت مع الدكتور دايفيد مولا من جامعة مينيسوتا، حيث تقول: إن فوزي بالمنحة كان فرصة جيدة لي بصفتي باحثة من شمال أفريقيا. إذ ساعدتني هذه المنحة على تنفيذ جزء من أنشطتي البحثية والتي اشتملت على دراسة أشجار الزيتون، وخاصة فيما يتعلق بإدارة المياه والري. أما الهدف من مشروعي فهو استخدام صور السواتل والاستشعار عن بعد للتحكم باستخدام المياه والاحتياجات المائية لأشجار الزيتون والتعرف على تأثير نوعيات المياه المختلفة في غلة الزيتون وجودته."
كما ساعد البرنامج أيضاً على تسهيل بناء شراكات بحثية دولية طويلة الأجل. نتيجة لذلك، فتح باب الفرصة أمام أربع عالمات للعمل مع كبار العلماء في إكبا الذين قدموا لهن الإشراف اللازم طوال فترة تنفيذ المشروع.
ومن المشرفين نذكر الدكتور خليل عمار، خبير أول في الهيدرولوجيا والجيولوجيا المائية؛ والدكتور محمد شاهد، خبير وراثة؛ والدكتورة هندة محمودي، خبيرة فسيولوجيا النبات.
ومن خلال العمل آنف الذكر وغيره من الأعمال المماثلة، يسهم إكبا في أهداف التنمية المستدامة وبخاصة الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. كما ينفذ المركز برنامجاً رئيسياً آخر يحمل اسم زمالة القياديات العربيات في الزراعة (أولى)، المصمم لبناء القدرات البحثية والقيادية لدى العالمات العربيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.