تسريعاً لأنشطة البحوث والتنمية الزراعية في البيئات الهامشية على مستوى العالم، أبرم المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) اتفاقاً مع المنظمة العالمية للمجينات(BGI) ، أكبر منظمة لبحوث المجينات في العالم، لتأسيس أحدث مركز مخصص للمجينات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وسيعمل هذا المركز الذي يطلق عليه اسم "مركز علوم الحياة الصحراوية" على إجراء دراسات معمقة على بينة مجينات المحاصيل المتحملة للإجهاد كالكينوا والقطيفة والساليكورنيا وغيرها من المحاصيل.
وقد تم توقيع اتفاقية التعاون المذكورة بين الطرفين من قبل الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا والدكتور رين وانج، النائب الأول لرئيس المنظمة العالمية للمجينات (BGI) خلال منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي في مدينة بيجين بالصين بتاريخ 25 أبريل/نيسان 2019.
وفي كلمة لها خلال مراسم توقيع الاتفاقية، قالت الدكتورة أسمهان الوافي: "يسرنا توقيع هذه الاتفاقية الاستراتيجية مع المنظمة العالمية للمجينات (BGI). أما فكرة تأسيس مركز علوم الحياة الصحراوية في دولة الإمارات فجاءت لتسخير منافع التقانات الخاصة بجزيئات خلايا الكائنات الحية (بما في ذلك المجينات) بهدف استنباط محاصيل تتسم بقدرتها على التكيف مع التغير المناخي والازدهار في البيئات الصحراوية. إذ سيعمل المركز، من جملة أمور أخرى، على تحسين حفظ التنوع الحيوي واستخدامه، فضلاً عن تحسين مستوى الأمن الغذائي والتغذوي، كما سيسهم في التنمية المستدامة، لاسيما في البيئات الهامشية من العالم."
من ناحيته، قال الدكتور رين وانج، النائب الأول لرئيس المنظمة العالمية للمجينات (BGI): "إن الشراكة مع إكبا لإطلاق هذه المبادرة المهمة بتأسيس مركز علوم الحياة الصحراوية في دولة الإمارات تمثل مبعث حماس لنا. إذ تتماشى ورؤية مجموعة BGI في توظيف التقانات الوراثية على نحوٍ يصب في منفعة الإنسانية. وسيكون مركز علوم الحياة الصحراوية مركزاً للامتياز يسعى إلى تحقيق تأثير إيجابي في القطاع الزراعي لبلدان كالإمارات من خلال تحسين الأمن الغذائي والتغذوي."
وسيعمل مركز علوم الحياة الصحراوية، الذي يُعد أول مشروع مشترك بين إكبا ومجموعة BGI، على تحفيز تطبيق المجينات والتقانات الحيوية الحديثة في البلدان النامية، كما سيشجع المواهب الشابة في كل من الصين والإمارات العربية المتحدة وسائر البلدان النامية.
ووفقاً لأحد جوانب الاتفاقية، سيتم تأسيس مختبر مشترك لبحوث المجينات في المقر الرئيسي لإكبا بدبي بهدف تنفيذ الأبحاث التعاونية المشتركة المتعلقة بالمحاصيل القابلة للتكيف مع المناخ. أما ميادين الأبحاث فتشتمل على دراسات جينومية للمواد الوراثية النباتية المخزنة لدى إكبا، وكذلك التخزين الرقمي للبيانات وتحليلها، إضافة إلى تحسين المحاصيل وإدارة الآفات (كسوسة النخيل الحمراء)، ناهيك عن الأبحاث وتطبيق تقانات المجينات في ميادين أوسع كالتغذية والصحة.
وكجزء من التعاون المشترك، سيقوم كلا الطرفين إكبا ومجموعة BGI على ترويج المحاصيل المحسنة والقابلة للتكيف مع المناخ في المناطق الهامشية من العالم، وتبادل العاملين لإجراء الأبحاث والتدريبات المشتركة بين الإمارات والصين.
وانطلاقاً من موقعه كمركز للبحوث الزراعية التطبيقية، يعمل إكبا على معالجة المشكلات الراهنة والمخاطر المستقبلية في البيئات الهامشية حول العالم. إذ عمل المركز على مر العقدين السابقين على تحديد واختبار وإدخال تقانات ومحاصيل ذكية مناخياً وتتسم بكفاءة استخدام الموارد في مناطق متأثرة بالملوحة وندرة المياه وسرعة التأثر بالجفاف. نتيجة لذلك، استطاع إكبا مراكمة خبرة تطبيقية واسعة النطاق، كما أوجد حلولاً خصيصاً لمشكلات ندرة المياه وملوحة التربة والمياه والجفاف.