أجرى الدكتور ميرل جنسن، الذي حمل راية الريادة في ميدان الزراعة الملحية خلال ستينات القرن الفائت في صحراء الإمارات العربية المتحدة، زيارة إلى المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) في دبي للتعرف على أعمال المركز في مجال البحوث الرامية إلى تحقيق التنمية في البيئات الهامشية.
والدكتور ميرل جنسن هو مؤسس مركز الزراعة في البيئة المضبوطة (CEAC) وأستاذ فخري في علوم الحياة النباتية بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية. عمل في هذا الميدان لأكثر من أربعة عقود ودعم البرامج الزراعية فيما ينوف على 60 بلداً حول العالم.
وخلال حواره مع الإداريين والعلماء في إكبا، أعرب عن إعجابه بخدمات المركز التي ما فتئ يقدمها على مدى 20 عاماً في البيئات الهامشية حول العالم.
وقال: "يسرني حقاً رؤية ما استطاع إكبا إنجازه خلال العقدين المنصرمين. فقد قطع المركز مشواراً طويلاً في تحويل الصحراء والأراضي ذات الطبيعة القاسية إلى خضرة في الإمارات العربية المتحدة وغيرها من البلدان ذات البيئات المماثلة."
وفي حديث له عن أعماله البحثية في جزيرة السعديات في أبوظبي خلال ستينات القرن الماضي، قال: "لقد حظي مشروع السعديات باحترام بالغ لما قدمه من دعم للمعرفة العلمية لصالح إنتاج محاصيل غذائية في واحدة من أقسى الصحاري الجرداء في العالم. وتشرفت وأعرب عن امتناني للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الآب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، لمنحي هذه الفرصة التي لاتصدق. فقد كان القائد والحكيم صاحب البصيرة الصائبة والراعي الذي دفع بلداً صغيراً نحو المسار العلمي على المستوى العالمي من خلال تمكينه من إحداث معجزة في الصحراء."
وفي كلمتها الترحيبية، قالت الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا: "نتشرف باستضافة واحد من أعظم العلماء على مستوى العالم في إكبا. لا شك أن أبحاث الدكتور ميرل جنسن وخبراته ذات صلة وثيقة بمهمة إكبا. فمنذ عام 1999 والمركز يعمل مع المزارعين وغيرهم من الشركاء في البيئات الهامشية التي تغطي ما يزيد على 30 بلداً من العالم على إدخال محاصيل وتكنولوجيات ملائمة للظروف المحلية. وخلال هذه السنوات، قام علماء إكبا بتدريب ما يزيد على 2,000 شخص من 75 بلداً، كما منحوا العديد من فرص الزمالات والتدريب للمحترفين الشباب. إلى جانب ذلك، يعمل المركز أيضاً على تطوير ذاته كمركز للمعرفة المتعلقة بإدارة الموارد الهامشية بصورة مستدامة لصالح الإنتاج الزراعي وحماية البيئة."
وتضيف الدكتورة الوافي: "إنها فرصة عظيمة لعلمائنا للتعرف على التاريخ الزراعي في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال منظور الدكتور ميرل جنسن. وبهذه المناسبة، أتقدم بالشكر لكل من نظم هذه الزيارة ويسر القيام بها."
من ناحيته، قال السيد سكوت تشارلز بولز، رئيس قسم العلاقات العامة في السفارة الأمريكية في أبوظبي: "ترحب السفارة الأمريكية في أبوظبي بزيارة الدكتور ميرل جنسن في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي نظمت بالشراكة مع الأرشيف الوطني وشرطة أبوظبي والمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا). وقد جاء الصديق القديم للإمارات العربية المتحدة إلى أبوظبي أول مرة عام 1968 بدعوة شخصية من سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ومن خلال عمله في مركز أبحاث الأراضي القاحلة في جزيرة السعديات، لعب الدكتور ميرل جنسن دوراً أساسياً في تنفيذ رؤية سمو الشيخ زايد بالوصول بشعب الإمارات إلى الأمن الغذائي."
هذا وتتوافق زيارة الدكتور ميرل جنسن إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مع الذكرى السنوية الخمسين على تأسيس مركز أبحاث الأراضي القاحلة في جزيرة السعديات، وهو مركز للأبحاث أسس بدعوة من الراحل الشيخ زايد لتحري الابتكارات الزراعية في الصحراء.