استضافت جامعة زايد في فرع دبي أمس واليوم المؤتمر العالمي حول الطائرات المسيرة وذلك بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) وشركة "فالكون آي درونز"، وبحضور كلاً من سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد والدكتورة أسمهان الوافــي المدير العام لإكبا والسيد ربيع بو رشيد المدير العام لشركة "فالكون آي درونز".
يعد هذا المؤتمر الأول من نوعه في مجال التنمية المستدامة في المنطقة العربية حيث يبحث رؤية تطبيق أحدث تقنيات الطائرات المسيرة في المجالات المختلفة، لا سيما في الزراعة الذكية والأمن الغذائي وإدارة الموارد البيئية والطبيعية.
وقد حضر المؤتمر أكثر من 150 مشاركاً من مختلف الجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة والباحثين ذوي الصلة، وخبراء من 16 دولة من أجل تعزيز التقنية والبيانات التي يعتمدها صناع القرار في الاقتصاد اليوم وإحراز المزيد من التقدم في تقنيات الطائرات المسيرة. ونلاحظ أن إزدياد الذكاء الاصطناعي والإنترنت يدفع أصحاب المصلحة إلى ابتكار العمليات والأنظمة والحلول التي تشكل مستقبلنا.
وعقد في المؤتمر ست جلسات عامة و 20 ورشة عمل لبناء القدرات ركزت على التطورات الحديثة والمهمة المتعلقة بصناعة الطائرات المسيرة والتقنيات. وتضمن هذا الحدث أربع ورشات عملية منها تجارب ميدانية واكتساب لبيانات الطائرات المسيرة الحقيقية، مما منح جميع المندوبين اكتساب الخبرات العملية وتعزيزها.
وعبر سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر عن سعادته لانعقاد هذا المؤتمر، وقال: "تتوجه دولة الإمارات العربية المتحدة نحو التقنيات الناشئة ونحن نسعى جاهدين للبقاء في طليعة الاتجاهات العالمية، وندرك أن تقنيات الطائرات المسيرة ستحدث فرقًا كبيرًا في السنوات المقبلة في الأبحاث العلمية وجمع المعلومات. إن رعاية المواهب المتقدمة واستخدام أحدث التقنيات في الأبحاث والتعليم ليست سوى خطوات قليلة نحو رؤيتنا المستقبلية لتشكيل المدن الذكية ”.
ومن جهتها قالت الدكتورة أسمهان الوافــي المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية: " يسعدنا أن نشارك في تنظيم هذا المؤتمر الهام حول التآزر من خلال الطائرات المسيرة ويسرنا رؤية هذا الإقبال الكبير والذي يظهر أهمية الطائرات المسيرة، فخبرائنا في المركز يعملون منذ سنوات على تجربة الطائرات المسيرة في المجال الزراعي لفهم القضايا المتعلقة بالزراعة، كتغير المناخ وملوحة التربة وإدارة الموارد المائية وإنتاج المحاصيل، وقد تبين أن الطائرات المسيرة لها فعالية و دقة كبيرتين." وأضافت:" من أجل تحقيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تسعى للقضاء على الجوع والفقر بحلول 2030، يجب علينا استكشاف تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي للاستشعار عن بعد لإكتساب البيانات."
وقال السيد ربيع بو راشد – مدير عام شركة " فالكون آي درونز": "يعد هذا المؤتمر فريداً من نوعه لأنه يجمع الخبراء في مجال الطائرات المسيرة والخبراء في المجالات الأخرى كالمجال الزراعي تحت سقف واحد، لإيجاد استخدامات أخرى لهذه التقنية الحديثة، كما تعمل الطائرات المسيرة على تلبية إحتياجات أخرى مثل الحصول على المعلومات
والبيانات وتحليلها، فضلاً عن أن المؤتمر يعزز مدارك المشاركين ويسلط الضوء على القوانين التي يجب احترامها عند استخدام الطائرات المسيرة لتفادي المساءلة القانونية."
من جهة أخرى، صرح الدكتور فارس هواري عميد كلية العلوم الطبيعية والصحية، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالإنابة بجامعة زايد بأن فريقاً بحثياً مشتركاً من جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة زايد قام على هامش المؤتمر بتقصي وفحص مواقع الموارد المعدنية باستخدام تقنيات الاستشعار الميداني عن بعد، في ما يعد مسحاً أرضياً لتطبيق رسم الخرائط باستخدام الطائرات الاستكشافية والنتائج التي توصل إليها مشروع بحثي لجامعة زايد قامت بتمويله وكالة الفضاء الإماراتية.
وأشار إلى أن الاستشعار عن بعد يُعد من أحدث الاختراعات في عالم التقنية الحديثة، وهو يُعين في الكشف عن خبايا الأرض من الفضاء العريض. ويعتمد هذا الأسلوب على قياس انعكاسات الأشعة الكهرومغناطيسية المرتدة، من الموارد الطبيعية المدفونة في الأعماق، أو المتناثرة على سطح الأرض، أو بقياس الإشعاعات، التي تطلقها هذه الموارد. كما يمكن بواسطة هذه الوسائل متابعة الموارد الطبيعية وملاحظة ما يصيبها من خلل أو ثراء. فإزالة النبات يمكن رصدها، وكذلك حركة الرمال، وجفاف المسطحات المائية، وغور مياه الأعماق.