دعا ما يربو على 200 عالم وممارس في قطاع المياه إلى تعزيز العلاقات التعاونية المشتركة بين كافة أصحاب الشأن المعنيين بالمياه، بمن فيهم الهيئات الحكومية ومنظمات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، وذلك خلال مؤتمر دولي انعقد على مدى ثلاثة أيام تحت عنوان "المياه في العالم – الابتكارات والتنمية المستدامة لإدارة ندرة المياه في أحواض الأنهار".
وقد أشرف على تنظيم المؤتمر المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وجامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات التقنية خلال الفترة 4-6 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة أغادير بالمغرب، حيث استقطب مشاركين من 30 بلداً من أوروبا وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وغرب آسيا.
وخلال المؤتمر، تبادل المشاركون أحدث المعارف والتجارب المبتكرة في الميادين الأكثر تأثراً بندرة المياه. كما تبادلوا الاستراتيجيات الوطنية للبلدان الأوروبية وبلدان جنوب المتوسط المتعلقة بالمياه وبحثوا إمكانية إعادة استخدام المياه البلدية العادمة بعد معالجتها واستخدام المياه متوسطة الملوحة والمياه الناتجة عن تحلية البحر، وناقشوا كفاءة استخدام المياه وإعادة استخدامها في الزراعة.
وقالت الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا في خطابها الرئيسي في المؤتمر: "لكل قطرة مياه قيمتها! فهذا المورد هو أحد أهم الموارد الطبيعية في العالم. ونظراً لتنامي التحديات أمام زراعة المزيد من المحاصيل الغذائية بكمية أقل من المياه، علينا إماطة اللثام عن موارد مياه بديلة لتلبية الطلب عليها في وقتنا الراهن ومستقبلاً. ففي إكبا نقدم حلولاً مبتكرة لتحقيق أقصى انتفاع من شتى أنماط المياه، ومنها المياه متوسطة الملوحة والمياه العادمة المعالجة والمياه الجوفية المالحة، وكذلك مياه البحر ومياه الصرف. ولتحقيق الأمن الغذائي والمائي في البيئات الهامشية، يتبع علماؤنا ممارسات زراعية ملحية لزيادة كفاءة استخدام المياه وإنتاجية المحاصيل في المناطق الهامشية المتطرفة."
من جهته، قال الدكتور محمد آيت قاضي، رئيس المجلس العام للتنمية الفلاحية بالمغرب: "لا يجب الاستهانة بجحم التحدي القابع أمام الأمن المائي اليوم. لكن رغم ضخامة هذا التحدي المتعدد الأبعاد وتعقيده، إلا أن الحلول تبقى في المتناول."
كما أكد المشاركون في المؤتمر على أهمية تبادل الخبرات والدروس المستقاة لاسيما بين بلدان الشمال والجنوب للوصول إلى مستوى إدارة أفضل.
ومن جملة العديد من النقاط، أقر المؤتمر الزراعة الملحية واستخدام موارد المياه غير التقليدية، إلى جانب تقانة كفاءة الري كحلول أساسية لتوفير المزيد من المياه العذبة وإنتاج كم أكبر من الغذاء.
كذلك أشار المشاركون إلى إدخال محاصيل بديلة كمحصول الكينوا إلى مناطق تعاني من ندرة المياه ومشكلات الملوحة نظراً لما تحمله من تأثيرات إيجابية في مصادر المعيشة لدى المزارعين.