أعطت دراسة جديدة نفذها فريق من العلماء من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) رؤية جديدة نحو تحمل الطماطم للملوحة.
وتعرض الدراسة التي نشرت في مجلة Frontiers in Plant Science مجموعة المجينات وشرحاً لأحد الأنواع البرية (Solanum pimpinellifolium) القريبة للطماطم المزروعة.
كما تعرض البيانات المظهرية التي تمخضت عن إحدى التجارب الموسعة التي أجريت في إكبا بدبي، في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة 2015-2016 على 214 نوعاً للطماطم البرية و13 نوعاً للطماطم المزروعة مستوى تحمل أكبر للملوحة بالنسبة للصفات المتعلقة بالثمار والغلة في Solanum pimpinellifolium قياساً بالطماطم المزروعة.
وتظهر الدراسة أن هذا النوع البري القريب للطماطم يوفر ثروة لإمكانية تربية صفات مرغوبة كالتحمل للإجهادات الأحيائية (الآفات والأمراض) واللاأحيائية (الجفاف والملوحة).
ومن المتوقع أيضاً أن تعطي هذه الرؤية لعلماء الوراثة والمربين إمكانية أكبر لاستكشاف المورثات المسؤولة عن صفات زراعية وكذلك عن آليات تحمل الإجهاد في الطماطم البرية، وتوظيف هذه المعرفة لتحسين التحمل للإجهادات الأحيائية واللاأحيائية في الطماطم المزروعة.
لا شك أن هذه النتائج تحمل أهمية كبيرة في سياق استمرار التملح حول العالم، والذي يعتبر مسبباً رئيساً لتراجع الإنتاجية الزراعية.
وفي الدراسة التي أجراها قادر وآخرون أشاروا إلى تعرض ما معدله 2,000 هكتار من الأراضي المروية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في 75 بلداً إلى التدهور بفعل الملوحة يومياً لمدة تنوف على 20 عاماً.
وأشاروا إلى تأثر نحو 62 مليون هكتار، أو 20 في المائة من الأراضي المروية حول العالم بالملوحة بدرجات متفاوتة، قياساً بمساحة 45 مليون هكتار سجلت في مطلع تسعينات القرن الفائت.
وجاء في الدراسة أن التكلفة السنوية لتدهور الأراضي بفعل الملوحة على المستوى العالمي تبلغ بعد حساب التضخم 27.3 مليار دولار أمريكي، وذلك فقط نتيجة لخسارة إنتاجية المحاصيل فوق مساحة 310 مليون هكتار من المساحات المروية.
أما تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فيرسم صورة أكثر قتامة. إذ جاء وفق التقديرات الواردة فيه أن التربة المتأثرة بالملوحة توجد في ما يزيد على 100 بلد، أما مساحتها حول العالم فتقدر بنحو مليار هكتار.
يقول الدكتور محمد شاهد، خبير وراثة لدى إكبا: "إن استخدام المياه المالحة والأراضي المتأثرة بالملوحة يتطلب أنواعاً وأصنافاً نباتية مناسبة تتسم بقيمة اقتصادية أو بيئية. أما تحديد النباتات التقليدية وغير التقليدية القادرة على تحمل ظروف الملوحة فيعد إحدى الخطوات الأساسية على طريق استثمار موارد المياه المالحة والبيئات المالحة."