في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2018، اقتسم المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) مع بلدية دبي ما يربو على 800 بذرة من بنكه الوراثي لخمسة أنواع نباتية برية محلية مهددة.
ويشكل نقل البذور جانباً من فعاليات برنامج إكبا المتعلق بجمع المادة الوراثية النباتية وحفظها ونقلها إلى مؤسسات مختلفة حول العالم.
وبحسب ما جاء عن العلماء فإن هذه الأنواع الخمسة تعتبر مهددة في دولة الإمارات العربية المتحدة نتيجة لعوامل مختلفة، منها على سبيل المثال التغير المناخي والتحضر.
وتشتمل حزمة البذور على 500 بذرة للجردى Ochradenus aucheri، و100 بذرة للمريمية Salvia macilenta و20 بذرة للوبياء متطاولة الأوراق Indigofera oblongifolia و100 بذرة لكل من السنا الاسكندراني Senna alexandrina، والسنا الإيطالي Senna italica.
يقول الدكتور محمد شاهد، عالم وراثة لدى إكبا، أن البذور قد جُمعت ما بين عامي 2007 و2013 خلال حملات نباتية متعددة نفذها علماء إكبا عبر دولة الإمارات العربية المتحدة سعياً للحفاظ على الأنواع. وأضاف أن هذه الأنواع هي لنباتات زينة وأخرى برية تستخدمها بلدية دبي في تنسيق الحدائق.
ولدى تسلم البذور، قال السيد عبد الرحمن إسحق، مهندس زراعي لدى بلدية دبي: "أعرب عن شكري لإكبا لتقديمه عينات من البذور التي سنستخدمها في تجاربنا. وقد دهشت لمعرفة أن عمل إكبا يرتبط بشكل وثيق مع الجوانب المتعلقة بتحديات المياه والبيئة وضمان الدخل والأمن الغذائي. وأنا مسرور جداً لرؤية أن البحوث التطبيقية لتحقيق التنمية في المركز تهدف إلى التعامل مع التحديات الزراعية في البيئات الهامشية، بما في ذلك تقييم الموارد الطبيعية والتكيف مع التغير المناخي، وزيادة إنتاجية المحاصيل وتنويعها، وتربية الأحياء المائية والطاقة الحيوية وتحليل السياسات."
وفي إكبا، يخزن البنك الوراثي، الذي تأسس عام 2000، ما ينوف على 14,000 مدخل لأصول وراثية لنحو 250 نوعاً من الأنواع النباتية المتحملة للملح والمحبة للملح والتي جُمعت مما يزيد على 150 بلداً.
وسنة تلو الأخرى، استطاع المركز جمع نحو 250 عينة لـ 70 من الأنواع النباتية البرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعتبر هذه الأصول الوراثية اليوم مصدراً فريداً للباحثين العاملين في ميدان النباتات المتحملة للحرارة والملوحة.
وضمن فعاليات برنامج المصادر الوراثية النباتية، يجري علماء المركز حملات منتظمة لجمع وحفظ بعض من الأنواع النباتية المهمة اقتصادياً، والواطنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قد تكون مهددة بفعل الرعي الجائر واتساع رقعة الاستيطان البشري.
وقد ساعدت هذه الأعمال، على سبيل المثال، على إنقاذ عشبة حلفا - نوع نباتي نادر في الإمارات العربية المتحدة - من الانقراض المحتمل. كما كشف العلماء عن ثمانية أنواع نباتية لم يكن وجودها معروفاً في البلد، وقاموا بتوثيقها.