أقام المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) اليوم مع إدارة التنمية الريفية في كوريا الجنوبية (RDA) شراكة استراتيجية للعمل في ميدان المعارف المتقدمة وتبادل التقانات المتعلقة ببحوث الزراعة الملحية وتنميتها في كلّ من دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا.
إذ ستعمل الشراكة المذكورة على فتح الطريق نحو علاقة تعاونية وثيقة بين المنظمتين، يتم من خلالها اقتسام الأهداف الواسعة لدعم المجتمعات الزراعية الريفية من خلال البحوث والتنمية والإرشاد الزراعي.
وأبرمت المنظمتان مذكرة تفاهم خاصة بالشراكة المذكورة خلال زيارة أجراها وفد رفيع المستوى من إدارة التنمية الريفية في كوريا الجنوبية إلى المقر الرئيسي لإكبا في دبي.
وستتعاون المنظمتان - إكبا وإدارة التنمية الريفية - في مجال تحسين مستوى الأمن الغذائي في البلدين من خلال تبني تقانات مبتكرة كتقانات الاستشعار المتطورة والبيوت الشبكية والزراعة العمودية، فضلاً عن تحديد المورثات المسؤولة عن تحمل النباتات للملوحة مع التركيز بصفة خاصة على قدرة الأرز على التأقلم مع الجفاف والملوحة. إضافة إلى ذلك، ستعمل المنظمتان على استكشاف مجالات الأبحاث المشتركة والممكنة بين الجانبين وذلك بما يتماشى واحتياجات دولة الإمارات العربية المتحدة، لاسيما في مجال الملوحة والإنتاج الزراعي والأمن الغذائي.
ونظراً لكونه مركزاً للامتياز في مجال البحوث، سيقوم إكبا باستضافة طلاب وعلماء من كوريا الجنوبية لإجراء بحوث على الملوحة وعلى غيرها من المجالات. كما سيعطي هذا التعاون إمكانية تبادل العلماء بين إكبا وإدارة التنمية الريفية في كوريا الجنوبية.
وخلال اجتماع عُقد مع أعضاء الوفد الكوري، قالت الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا: "نحن جدّ متفائلين بالشراكة مع إدارة التنمية الريفية في كوريا الجنوبية. إذ تجمعنا قوة ومعرفة تتكامل بين الجانبين. فإدارة التنمية الريفية لديها أحدث التقانات، بينما يتمتع إكبا بخبرة 19 عاماً في تربية محاصيل تتسم بتحملها للملوحة وتحفيز تحسين إدارة المياه في البيئات الهامشية. فإذا ما ضافرنا جهودنا، فسيكون بوسعنا تحقيق إنجازات أكبر وتنفيذ المزيد من الأعمال التي تصب في صالح أصحاب الشأن، لاسيما المزارعين والمجتمعات الريفية التي تواجه أنشطتها الزراعية تحديات تتفاقم باضطراد."
بدوره، قال الدكتور را سيونج يونج، مدير إدارة التنمية الريفية في كوريا الجنوبية: "لقد باتت حاجة كوريا إلى إجراء أبحاث على التغير المناخي مطلباً متزايداً نظراً للمشكلات التي تعصف في زراعة المحاصيل بسبب الطقس غير العادي كموجات الحر. وعليه، نرى أن توقيع مذكرة التفاهم هذه جاء في وقته ويتماشى مع الهدف الذي يعود بمنفعة مشتركة لصالح البلدين. ونرى أن التعاون في ميدان التقانات الزراعية باستخدام المستشعرات والبيوت المحمية الذكية وتقانات الأتمتة في الري والتسميد سيسهم بدرجة كبيرة في التنمية الزراعية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة."
وعقب الاجتماع، أجرى الوفد جولة إلى مرافق إكبا غطت متحف التربة في الإمارات والبنك الوراثي ومرافق البيوت الشبكية والبيوت المحمية والنظام المتكامل للإنتاج الزراعي وتربية الأحياء المائية، ومواقع إنتاج الفحم الحيوي، وكذلك حقول التجارب على نخيل التمر والساليكورنيا والأعلاف.
إن التعاون مع إدارة التنمية الريفية في كوريا الجنوبية يعد إحدى جوانب الجهود التي يبذلها إكبا لتوسيع نطاق أبحاثه وتأثيرات مبادراته البحثية والتنموية في بلدان أخرى، ما يسهم بالتالي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ومن خلال جهود إكبا في الأبحاث لتحقيق التنمية تبوأ المركز موقعاً كأحد المراكز الرائدة على مستوى العالم في مجال الزراعة الملحية، وأوجد حلولاً مفصلة خصيصاً لمشكلات الملوحة والجفاف وندرة المياه في البيئات الهامشية في العالم. كما يسهم المركز ضمن المسؤولية المنوطة به في أهداف التنمية المستدامة، لاسيما الهدفين الأول والثاني للقضاء على الفقر والجوع، وكذلك في الأهداف 6 و13 و15 و17.
كما يتبوأ المركز موقعاً فريداً يخوله إدخال محاصيل ذكية مناخياً وتقانات مطلوبة بشدة إلى بقاع مختلفة من العالم تساعد في التخفيف من الأزمات الغذائية والمائية المرتقبة.