استقبل المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) اليوم وفداً من مصر لبحث سبل التعاون المحتمل بين الجانبين. وهدفت الزيارة بشكل رئيسي حول إنتاج نباتات متحملة للملوحة وعلى رأسها نبات الساليكورنيا (نبات متعدد الأغراض ومحب للملوحة، يمكن استخدامه كغذاء وعلف وكذلك كوقود حيوي).
وخلال الزيارة، التقى عضوا الوفد سعادة الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين في مصر؛ وسعادة الدكتور علي حزين، رئيس المشروعات التنموية لدى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر مع الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا، وكذلك مع كبار الإداريين والعلماء في المركز.
وخلال الزيارة، أُطلع الوفد على مبادرات إكبا في البحوث لتحقيق التنمية ضمن مجالات تربية الأحياء المائية والطاقة الحيوية وإدارة الموارد الطبيعية، فضلاً عن التكيف مع التغير المناخي وإنتاجية المحاصيل وتنويعها وتحليل السياسات. وخلال اللقاء، قدمت الدكتورة ديونيسيا أنجليكي ليرا، خبيرة زراعية في النباتات الملحية لدى إكبا، عرضاً غطى الجهود البحثية لإكبا في ميدان الساليكورنيا ونتائجه المبشرة من حيث الغلة ضمن ظروف الملوحة التي تسود بلداناً مثل دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد أبدى الوفد أعجابه بالتعرف على التقدم الباهر الذي حققه علماء إكبا في تسجيل أعلى غلة من بذور الساليكورنيا.
وفي أعقاب اللقاء، أجرى الوفد جولة ضمن مرافق إكبا اشتملت على النظام المتكامل لتربية الأحياء المائية والزراعية وكذلك على حقول تجارب الساليكورنيا.
وتم الاتفاق على أن يجري فريق من خبراء إكبا زيارة إلى مصر،بدعوة من محافظة البحر الأحمر،لتحديد المناطق المناسبة لإنتاج الساليكورنيا. ليتم إثر ذلك إطلاق مشروع مشترك وإبرام مذكرة تفاهم للتعاون مع محافظة البحر الأحمر ووزارة الزراعة وغيرها من المؤسسات المحلية وذلك في يوليو/تموز 2018.
يعمل إكبا لسنوات في مصر من خلال مشاريع عديدة، أبرزها مشروع بعنوان "نموذج لإنتاج أنواع بذور من المحاصيل القادرة على التكيف والمتحملة للملوحة لصالح الزراعة الذكية مناخياً." إذ يقوم إكبا من خلال المشروع المذكور - الذي بدأ العمل به عام 2015 والمرتقب استكماله عام 2018 - ويشجع المركز اعتماد محاصيل بديلة قادرة على التكيف مع المناخ مثل الكينوا في مصر.
واليوم، نجد أن المشروع الممول من جانب برنامج ضمان المياه المخصصة للأغذية الذي تقوم عليه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومن جانب الوكالة السويدية للتعاون الدولي في ميدان التنمية، وكذلك وزارة الخارجية الهولندية، قد تمكن من الوصول إلى ما يربو على 2,000 مزارع مصري، كان من بينهم 1,000 مستفيد مباشر. وضمن هذا المشروع، وُضع نموذج أيضاً لإنتاج بذور محاصيل تتسم بتحملها للملوحة بما فيها محصول الدخن اللؤلؤي.
إضافة إلى ما ورد، ثمة أعداد متزايدة من المزارعين المصرين، لاسيما النساء، الذين يتبنون محاصيل متحملة للملوحة مثل الكينوا، وذلك بفضل المبادرات المشتركة بين إكبا والشركاء المحليين، وعلى رأسهم الحكومة المصرية. وفي عام 2017، وضع المشروع المرأة والأسر الريفية في بؤرة تركيزه متطلعاً إلى ضمان الفائدة المرجوة من هذه المبادرات. وتحقيقاً لذلك، نـُظمت دورة تدريبية لما يزيد على 150 مشاركاً، من بينهم 120 امرأة، لتلقي التدريب على إنتاج وتصنيع الأغذية والأعلاف من محاصيل متحملة للملوحة.
هذا ويدأب إكبا منذ تأسيسه في عام 1999 على تحديد واختبار تقانات ومحاصيل تتسم بكفاءة استخدام الموارد وقادرة على التكيف مع المناخ وجعلها تقانات ومحاصيل نموذجية في البيئات الهامشية حول العالم. كما يواصل المركز من خلال المبادرات البحثية وبناء القدرات تقديم حلول زراعية وأخرى تتعلق بندرة المياه في المناطق المتأثرة بالملوحة وندرة المياه.