تحتفل كثير من البلدان اليوم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حيث جعلت بعضها منه عطلة رسمية. وتأتي هذه المناسبة لتذكرنا بالدور الذي تلعبه المرأة في إغناء الحياة العامة وإسهامها الجوهري في شتى الميادين العامة. فإسهام المرأة لا يخفى على أحد في كافة النطاقات بدءاً من الحقل وحتى المختبرات والمكاتب، وصولاً إلى التنمية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. إلا أن تمثيل المرأة لا يزال منقوصاً في جلّ البلدان على المستويات الرفيعة كصناعة القرارات والسياسات. ولعل الأهم من ذلك عدم قدرتها على الوصول إلى طيف واسع من الموارد كالأراضي والتمويل والتدريب قياساً بالرجل، ما يسفر عن إجحاف في تقدير امكانات المرأة. وجاء موضوع هذا العام "حان الوقت المناسب لإحداث الناشطات الريفيات والحضريات لتحولات في حياة المرأة" ليضع في دائرة الضوء التحديات التي تواجه المرأة الريفية التي تشكل ما يربو على ربع سكان العالم وأغلبية نسبة 43 في المائة من النساء المشكلة لقوى العمل الزراعية على المستوى العالمي.
ويُذكر أن المرأة الريفية تتبوأ موقعاً أدنى قياساً بالرجل الريفي أو المرأة الحضرية على كافة مستويات التنمية تقريباً. فالحواجز الثقافية والاقتصادية لا تمنع المرأة من الوصول إلى كامل امكاناتها فحسب، بل تزيد من التكاليف على المجتمعات التي تتواجد فيها. إذ جاء وفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أنه لو كان لدى المرأة امكانية الوصول إلى الموارد بنفس مستوى امكانية الرجل، لزادت الغلال الزراعية بنسبة تتراوح بين 20-30 في المائة، مع امكانية تقليص مستوى انعدام الأمن الغذائي لنحو 100-150 مليون شخص حول العالم.
بالتالي لا عجب أن نرى تقليص الفجوة بين الجنسين يحتل أولوية على جدول أعمال صناع السياسات ومنظمات التنمية في العالم. فالهدف الخامس لأهداف التنمية المستدامة يصب بمجمله على المساواة بين الجنسين والدعوة إلى تمكين كافة النساء والفتيات.
لكن، وفقاً لما ورد في التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين عام 2017 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يصنف البلدان وفقاً لتقدمها من حيث المساواة بين الجنسين ضمن أربعة أبعاد مواضيعية، تبقى الفجوة بين الجنسين البالغة 32 في المائة بانتظار الرأب حول العالم. وضمن المسؤولية المنوطة بالمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) ينفذ المركز برامج لتمكين المرأة في مجالي العلوم والزراعة، منها برنامج الزمالة المعروف باسم تمكين وهو برنامج أطلق بالشراكة مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس والبنك الإسلامي للتنمية (IsDB) ويهدف إلى تطوير إمكانيات الباحثات في مجالي البحوث والقيادة ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبمناسبة هذا اليوم، نطلب من القياديات والباحثات اللواتي يعملن معنا تبادل أفكارهن ووجهات نظرهن حول الأسباب الدافعة إلى تضييق الفجوة بين الجنسين وكيفية تغيير حياة المرأة الريفية من خلال العلوم والتكنولوجيا.
الدكتورة أسمهان الوافي، المدير العام "إن هذا اليوم يمثل فرصة للنظر عن كثب إلى الفجوات بين الجنسين وبذل الجهود اللازمة لتقليصها من خلال إيجاد مزيد من الفرص، فضلاً عن توفير بيئة تمكينية تزيد من نشاط المرأة وازدهارها حول العالم. فالنساء الريفيات بمثابة العمود الفقري للزراعة والأمن الغذائي في جلّ البلدان النامية. وعليه، يتعين علينا إيجاد مزيد من السبل لتحقيق التنمية من خلال تمكين المرأة وتوفير كفاءة الفرص أمامها. ونحن في إكبا نؤمن بتكافؤ الفرص للجميع، ونفخر بتمكين المرأة من خلال برامجنا البحثية والمبادرات الخاصة من قبيل برنامج تمكين للخبيرات العربيات، الذي صُمم لمساعدتهن على التميز في ميدان البحوث والقيادة." |
|
السيدة سيتا توتنجيان، مدير الشراكات وإدارة المعرفة "تشكل المرأة نحو 30-50 في المائة من القوى الزراعية العاملة حول العالم. إلا أن تحليل برامج التنمية يظهر مدى تفاوت البرامج في العمل على القضايا التي تهمها. فإذا ما أردنا انتشال خمسة في المائة من الشريحة الأشد فقراً بعيداً عن براثن الفقر، فعلينا التركيز على تطوير مهارات المرأة الريفية من خلال مدها بالتقانات المتدنية التكلفة الخاصة وتطبيق الممارسات الفضلى." |
|
الدكتورة راشيل مكدونيل، رئيس قسم النمذجة والتكيف مع التغير المناخي "يؤثر التغير المناخي في المرأة الريفية والحضرية على حدّ سواء، إلا أن التطورات العلمية لدى إكبا توفر حلولاً فعلية وعملية تساعد على تكيفها مع الظروف الجديدة. ومن شأن التضافر بين العلوم والسياسات التخفيف من مشاق الحياة لدى الكثيرين من خلال إدخال محاصيل متكيفة مع الجفاف وتبني نظم ري أكثر كفاءة." |
|
الدكتورة ديونيسيا أنجيليكي ليرا، خبيرة في الهندسة الزراعية الملحية "يجب أن تتمتع النساء الريفيات بامكانية أكبر للوصول إلى الموارد والفرص وكذلك إلى الوظائف والخدمات لتزداد بذلك إنتاجيتها وفعاليتها في المجتمعات الزراعية. وعلى المبادرات والتدخلات العلمية أن تهدف إلى تمكين المرأة، وتوفير امكانية وصولها إلى الأراضي والمستلزمات والتعليم والموارد المالية، فضلاً عن تعزيز إنتاجيتها وأدائها ومشاركتها بصورة فاعلة في المجتمعات الزراعية. ويعتبر تحفيز المساواة بين الجنسين مسألة حيوية لتحقيق التنمية الزراعية وتحسين مستوى الأمن الغذائي والتغذية السليمة في مناطقهم. لا شك أن إسهام المرأة في مصادر المعيشة لأسرتها يعد جانباً جوهرياً من جوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدى المجتمع." |
|
الدكتورة هندة محمودي، خبيرة تقانات حيوية "تلعب المرأة دوراً محورياً في المناطق الريفية والحضرية. ولن يكون بوسعنا التملص من براثن الفقر والجوع دون تمكين المرأة الريفية. فإمداد المرأة بالأدوات والتقانات المناسبة من شأنه المساعدة على توجيهها نحو السبل المناسبة لجني المنافع القصوى من أراضيها وتحسين مستوى معيشتها. وهنا يأتي الدور الجوهري الذي يمكن لإكبا الإسهام به من خلال بناء قدرات المرأة الريفية." |