أجرى سعادة الدكتور بندر حجار، رئيس البنك الإسلامي للتنمية زيارة خاصة إلى المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بتاريخ 12 فبراير للتعرّف على آخر التطورات التي حققها المركز وللوقوف على اسهاماته في البحوث والتنمية الزراعية في شتى بقاع العالم لاسيما في البلدان التي تشارك في عضوية البنك الاسلامي للتنمية، فضلاً عن بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين.
وخلال زيارته التقى الدكتور بندر حجار مع الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سلطان الشرهان، رئيس مجلس إدارة إكبا، وكذلك مع الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا، وعدد من كبار الإداريين والخبراء في المركز.
وتم إطلاع الدكتور بندر حجار على مبادرات المركز في ميدان البحوث لتحقيق التنمية من قبيل تربية الأحياء المائية والطاقة الحيوية والتكيف مع التغير المناخي وإدارة الموارد الطبيعية وإنتاجية المحاصيل وتنويعها فضلا عن تحليل السياسات.
وخلال الاجتماع، أشاد الدكتور بندر حجار بدولة الإمارات واهتمامها بموضوع الأمن الغذائي مشيراً إلى قيام دولة الإمارات باستحداث وزارة الأمن الغذائي المستقبلي. كما أكد رئيس البنك إلى أن مركز الزراعة الملحية يساهم من خلال الدراسات الميدانية النوعية في دعم الدول في تحقيق الامن الغذائي وتحسين المنتجات الزراعية التي يتم تصديرها وبالتالي فإن للمركز دور في فتح أسواق أمام القطاع الخاص وخاصة في المنتجات الحيوية.
وأضاف: " إنني شديد الإعجاب بالتقدم الذي أحرزه المركز منذ أن أرسى البنك أسسه جنباً إلى جنب مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وشركاء آخرين منذ ما يقرب عقدين من الزمن. وعلى مر السنين، غدا إكبا مركزاً دولياً للامتياز من خلال تقديم خدماته للبلدان الأعضاء في البنك الإسلامي وباقي دول العالم. واليوم يقوم المركز بدور محوري في التصدي للعديد من التحديات العالمية من قبيل التغير المناخي والفقر والجوع في بلدان عدة. إني على تمام الثقة بأن المركز سيستمر في النمو وتأدية رسالته التي يتشاركها أيضاً البنك الإسلامي وأصحاب المصلحة، ونحن ملتزمون بدعم المركز على هذا الطريق."
وخلال ترحيبه بالدكتور بندر حجار في المركز، قال الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سلطان الشرهان: "إن البنك الاسلامي للتنمية واحد من المؤسسات التي كان لها الفضل في تأسيس إكبا في دولة الامارات العربية المتحدة عام 1999. ومنذ تلك الفترة والبنك يقدم إسهامات محورية تدفع نمو المركز باتجاه الازدهار كمنظمة للبحوث التطبيقية التي تركز على بعض من أكثر المشكلات الحاحاً كالملوحة وندرة المياه وانعدام الأمن الغذائي وكذلك التغير المناخي في شتى بقاع الأرض. وبدعم من حكومة الامارات العربية المتحدة والبنك الإسلامي للتنمية، وغيره من الجهات المانحة، استطاع إكبا إرساء أسسه كمركز متقدم في مجال البحوث والابتكار والتكنولوجيا مع التركيز بصفة خاصة على البيئات الهامشية".
من جانبها قالت الدكتورة أسمهان الوافي: "يسعدنا جداً أن نرحب بالدكتور بندر حجار ليتسنى لنا إطلاعه على إنجازات المركز على صعيد إيجاد حلول زراعية مستدامة وإدخالها في شتى البلدان لاسيما في البلدان الأعضاء في البنك الاسلامي للتنمية. ونحن نسعى لتحقيق تأثير أعظم لتمكين المجتمعات الريفية سريعة التأثر من اكتساب المعرفة والمهارات والتقنيات التي تمكنها من التعامل مع المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي وندرة المياه والملوحة، والتي تشكل مخاطر تهدد مصادر معيشة تلك المجتمعات".
وعقب الاجتماع أجرى الدكتور بندر حجار جولة في مرافق إكبا بما في ذلك زيارة النظام المتكامل للزراعة وتربية الأحياء المائية وحقول التجارب والمناطق المخصصة لمعالجة مياه الصرف الصحي ومواقع إنتاج الفحم الحيوي وكذلك البيوت المحمية والبيوت المحمية الشبكية ومتحف الإمارات للتربة.
ويسعى إكبا إلى مواجهة المخاطر وإيجاد حلول للمشكلات الراهنة وتلك المستقبلية التي تعصف في المناطق الهامشية. كما يقوم المركز بتحديد واختبار وتجربة محاصيل وتقنيات تتسم بكفاءة استخدام الموارد والذكاء المناخي في المناطق المتأثرة بالملوحة والنادرة المياه والمعرضة للجفاف على مستوى العالم. ونتيجة لذلك استطاع إكبا اكتساب خبرة تطبيقية مكثفة وإيجاد حلول مصممة خصيصاً لمشكلات الملوحة وندرة المياه والجفاف. كما ينفرد المركز في إدخال محاصيل ذكية مناخية وتقنيات جدّ مطلوبة في شتى بقاع المعمورة للحد من وطأة الأزمات المرتقبة في مجالي الأغذية والمياه.
ومن خلال برامج بناء القدرات استطاع المركز الوصول بشكل مباشر إلى ما يربو على 5,000 مستفيد في مناطق مختلفة. كما قدم المركز مساعدات مباشرة طالت أكثر من 4,000 مزرعة لاختبار وإدخال محاصيل وتقنيات بديلة غير تقليدية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز. كما استفاد أكثر من 20,000 من المزارعين وغيرهم الكثير من المزارع النموذجية التي أسسها إكبا في البلدان الشريكة بما في ذلك قرابة ثلاثين مؤسسة شريكة على المستوى الوطني.
ويقوم المركز بتخزين إحدى أكبر مجموعات الأصول الوراثية مخصصة بشكل حصري للأنواع النباتية المتحملة للملوحة. واليوم يوجد في البنك الوراثي ما يربو على 13,000 مدخل لنحو 240 من الأنواع النباتية التي جُمعت من أكثر من 150 بلداً ومنطقة حول العالم. كما يحتفظ البنك الوراثي بقرابة 250 عينة بذور ل 70 نوعا نباتياً برياً من الإمارات العربية المتحدة، البلد المضيف للمركز.
هذا ويعمل إكبا لصالح بعض من أشد المجتمعات فقراً في المناطق التي تشكل فيها الزراعة مصدراً أساسياً من مصادر المعيشة والتي تخفق بفعل الملوحة وندرة المياه والجفاف، في حين لم تعطِ التدخلات التي قامت بها هيئات البحوث والتنمية الأخرى نتائج فعالة تتسم باالاستدامة.