زارت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي؛ ومعالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة،مؤخراً المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) للاطلاع على انجازات المركز على مستوى العلوم والتقانات وإسهامه فيهما.
وخلال الزيارة، التقت معالي الوزيرة مريم المهيري ومعالي الوزيرة سارة الأميري مع الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سلطان الشرهان، رئيس مجلس إدارة إكبا؛ وكذلك مع الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا، وكبار الإداريين والعلماء في المركز، حيث تم إطلاع الوزيرتين على آخر المبادرات البحوث الرامية إلى تحقيق التنمية في شتى المناطق، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتطورات العلمية في مجالات تربية النبات والتقانات الحيوية، وعلم البذور وتقاناتها، وكذلك نمذجة التغير المناخي، وإدارة الري والمياه، فضلاً عن إدارة الملوحة.
وخلال اللقاء، قالت معالي الوزيرة مريم حارب المهيري: "تمكننا من خلال زيارة المركز الدولي للزراعة الملحية من الاطلاع على آلية تطوير الممارسات الزراعية التي تتناسب مع بيئتنا والتي يطورها المركز بغية تحقيق الهدف الاستراتيجي للوصول إلى الأمن الغذائي في الدولة والمنطقة، وذلك بقيادة نخبة من علماء المركز. كما تشكل هذه الآليات تتمة لجهود المركز الرامية إلى التوصل لأفضل الحلول المتعلقة بقضية الأمن الغذائي من خلال توظيف تطبيقات البحوث العلمية المعمقة والموسعة بما يسهم في مواجهة التحديات المستقبلية والاستثمار في هذا القطاع الحيوي لضمان استدامته".
وفي السياق نفسه، أضافت معالي الوزيرة سارة الأميري: "يعد الأمن الغذائي من المواضيع الأكثر إلحاحاً في المنطقة لكونه يشكل مستقبل القطاع الغذائي ويؤثر على أداء مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، وقد اكتسب المركز الدولي للزراعة الملحية طيفاً واسعاً من الخبرات والمعارف اللازمة على مدى 20 عاماً، وذلك في مجال إنتاج الأغذية من خلال الدراسات العلمية والبحوث المكثفة والتقارير التي تصب في إطار تطوير هذا النوع من الزراعة، وبامكاننا اليوم من خلال دعم الخبرات المتراكمة، تصميم الخطط المستقبلية لتطوير القطاع ورسم الاستراتيجيات التي تساعد على تجاوز التحديات والاستفادة من الفرص التي يحملها القطاع بالإضافة إلى رفده بكوادر وطنية مؤهلة لقيادة مستقبل القطاع والارتقاء بالاقتصاد الوطني نحو المزيد من التنوع والاستدامة."
وعقب المباحثات، أجرت معاليهما جولة في مرافق إكبا غطت متحف التربة في الإمارات، والنظام المتكامل للزراعة وتربية الأحياء المائية، وحقول التجارب، وكذلك مرافق معالجة المياه العادمة، ومواقع إنتاج الفحم الحيوي، والبيوت المحمية والشبكية.
ومتحدثاً حول عمل المركز، قال الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سلطان الشرهان: إكبا ومنذ انطلاقته في الإمارات العربية المتحدة أرسى أسس سمعة طيبة كمركز للامتياز وكشريك في البحوث لتحقيق التنمية لا على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحسب، بل في شتى مناطق المعمورة. وتركز جهود المركز على الحلول المبتكرة لثلة من أكثر المشكلات إلحاحاً في وقتنا الراهن بدءاً من التغير المناخي، مروراً بالتدهور البيئي، ووصولاً إلى نقص التغذية."
من جانبها، قالت الدكتورة أسمهان الوافي: "يسرنا الترحيب بمعالي الوزيرة مريم المهيري وبمعالي الوزيرة سارة الأميري وتعريفهما بإنجازات المركز في ميدان العلوم والتقانات الزراعية. ونتطلع إلى إيجاد أرضية مشتركة لإقامة علاقات تعاونية واسعة النطاق بيننا."
وأضافت الدكتورة الوافي: "إن دولة الإمارات العربية المتحدة، شأنها شأن أي دولة أخرى، بحاجة إلى مزيد من التقانات المبتكرة لضمان استمرارية الأمن الغذائي والمائي والتغذوي للسكان مستقبلاً. إلا أنه لا يمكننا تحقيق ذلك سوى من خلال استثماراتنا الاستراتيجية اليوم في البحوث والابتكارات. فبهذه الطريقة يمكننا مواجهة طيف واسع من التحديات، بما في ذلك التغير المناخي وندرة المياه."
وكمركز للبحوث الزراعية التطبيقية، يعمل إكبا على معالجة المشكلات الراهنة والمخاطر المستقبلية في المناطق ذات الظروف البيئية الأقل ملاءمة. إذ يعمل المركز لقرابة عقدين من الزمن على تحديد واختبار محاصيل وتقانات رائدة تتسم بكفاءة استخدام الموارد والذكاء المناخي في مناطق متأثرة بالملح ونادرة المياه وعُرضة للجفاف حول العالم. وعليه، استطاع إكبا مراكمة خبرة تطبيقية واسعة والوصول إلى حلول مفصّلة لكل مشكلة على حدة من مشكلات الملوحة وندرة المياه والجفاف. كما يتبوأ المركز موقعاً فريداً يسعى من خلاله إلى إدخال محاصيل ذكية مناخياً وغيرها من التقانات في شتى بقاع العالم للحدّ من الأزمات الغذائية والمائية المرتقبة حول العالم.
أضف إلى ذلك لدى المركز مخزن لواحد من أكبر مجموعات الأصول الوراثية في العالم والمخصصة حصرياً لأنواع نباتية متحملة للحرارة والملوحة. إذ يحتوي البنك الوراثي لإكبا على أكثر من 13,000 مدخل لنحو 240 نوعاً نباتياً جُمعت من ما يربو على 150 بلداً ومنطقة حول العالم. كما يحتفظ البنك الوراثي أيضاً بقرابة 250 عينة لبذور 70 نوعاً نباتياً برياً من دولة الإمارات العربية المتحدة المضيفة للمركز.