قام فريق من خبراء المركز الدولي للزراعة الملحية بحماية صنف نادر من النباتات في دولة الإمارات العربية المتحدة من الانقراض المحتمل ويدعى عشبة حلفا (الاسم العلمي: Desmostachya bipinnata). وهو نبات معمر جذموري يلعب دوراً أساسياً في تحقيق استقرار التربة ويمكن استخدامه كعلف ولأغراض علاجية.
وسابقاً، تم تسجيل العشبة في منطقة الكلباء في إمارة الشارقة والمنطقة الساحلية من إمارة رأس الخيمة، غير أنه تبعاً لدراسة حديثة أجراها الخبراء نشرت في وهي مجلة معنية بمجموعة الإمارات للتاريخ الطبيعي، Tribulus تبين أن العشبة لم تعد موجودة في هذه المناطق التي اعتبرت الأماكن الوحيدة في الدولة لنمو هذه العشبة.
ولحسن الحظ، تمكن الخبراء من الحصول على صنف واحد من هذه العشبة من إمارة رأس الخيمة خلال أحد بعثاتهم العلمية السابقة ضمن برنامج إكبا لحفظ المصادر الوراثية النباتية. وقاموا بزراعتها في مرافق المركز البحثية في دبي بهدف التكاثر حيث أبدت أداء جيداً جداً. وبفضل جهود الخبراء المبذولة، يتم حفظ هذا الصنف النباتي حالياً في إكبا ويمكن استخدامه لإعادة الإنتاج في البرية.
وخلال الفترة ما بين العام ٢٠٠٧ والعام ٢٠١٣، قام كل من الدكتور محمد شاهد، اختصاصي المصادر الوراثية، والدكتور راو ناندوري، أحد كبراء الزملاء لدى إكبا بسلسلة من الاستكشافات النباتية في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة لتوثيق الحياة النباتية البرية المحلية مع التركيز على الأصناف النباتية التي توصف بالندرة.
وخلال العامين ٢٠٠٧ و٢٠٠٩، قام الخبيران بالعديد من الزيارات إلى منطقة الكلباء للبحث على الأصناف المذكورة ولكن بلا فائدة تذكر. إلا أنه خلال بعثتهم إلى المناطق الساحلية من إمارة رأس الخيمة في العام ٢٠٠٧ تمكنوا من تحديد موقع حوالي ٥٠ صنفا من عشبة الحلفاء تنمو مجتمعة مع غيرها من النباتات في التربة الرملية.
وقد جمعت بذور خمسة نباتات من الموقع وتم اختبار قدرتها على الإنبات في مختبرات إكبا. وأشارت النتائج إلى أن البذور لم تكن قابلة للحياة. وبناء عليه، تم في العام ٢٠٠٨ إزالة نبتة واحدة مع جذورها بعناية من الموقع وفصلت جميع أشطاءاتها مع الجذور بدقة وزرعت في مرافق إكبا البحثية بشكل منفصل حيث بدأت بالنمو.
تستخدم الأصناف في العديد من الأدوية التقليدية في بلدان مثل الهند لعلاج الثر الأبيض والتهاب المسالك البولية والدوسنطاريا وغزارة الطمث والعديد من الأمراض الأخرى. كما يمكن استخدامها لصناعة الحبال والمكانس والقش.
ومنذ تأسيسه في العام ١٩٩٩، يقوم إكبا بجمع أصول وراثية لمحاصيل متحملة للملوحة ذات قدرة مثبتة أو محتملة على تحمل الملوحة وحفظها في مرفق البنك الوراثي. كما يحوي البنك الوراثي حالياً ما يفوق على ١٤٠٠٠ سلسلة لما يقارب ٢٥٠ نوعاً نباتياً من حوالي ١٥٠ بلداً ومنطقة.
وضمن برنامج المصادر الوراثية النباتية، يقوم خبراء المركز ببعثات روتينية لجمع وحفظ بعض الأصناف النباتية ذات الأهمية الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة المهددة بالانقراض بسبب الرعي الجائر والتوسع في العمران السكاني.
وخلال العديد من الاستكشافات النباتية حول الإمارات العربية المتحدة بين العامين ٢٠١٣ و٢٠١٥، أماط الدكتور شاهد اللثام ووثق ثمانية أصناف نباتية لم تعرف سابقاً في الدولة.