إن الزراعة هي عماد الاقتصاد في تونس، إلا أنها باتت تعاني مؤخراً من فترات جفاف متزايدة حيث عصفت بتونس خلال السنوات السابقة العديد من فترات الجفاف، مما أدى إلى تكبد خسائر اقتصادية جمة. وللأسف فإن الافتقار إلى رصد دقيق للجفاف والتنبؤ به يجعل مسألة انخاذ تدابير وقائية مبكرة أمراً أكثر صعوبة بالنسبة لواضعي السياسات. حيث يساعد نظام رصد الجفاف التشغيلي صناع القرار على تقييم مدى خطورة الجفاف ونطاقه واتخاذ الاجراءات اللازمة على نحو أفضل.
وتحاول الحكومات دراسة وتحري التقنيات المتطورة للتخفيف من آثار الجفاف. وقد تعاونت مع العديد من المنظمات المحلية والدولية لإيجاد حلول فعالة لمشكلة الجفاف المتزايدة. وكجزء من هذه المبادرة، دخلت الحكومة مؤخراً في شراكة مع المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) لتأسيس نظام عملي لرصد الجفاف وبناء قدرات الخبراء المحليين.
وضمن هذه الشراكة، عقد إكبا ورشة عمل تدريبية امتدت على يومين حول التحقق من نظام رصد الجفاف في تونس. وقد استقطبت ورشة العمل التي عقدت في تونس بتاريخ 10-11 أكتوبر/تشرين الأول مايربو على 90 مشاركاً من مختلف الحكومات والمنظمات غير الحكومية.
حصل المشاركون على تدريب عملي حول نظام إدارة الجفاف ورصده أداره خبراء من إكبا. كما قدم فريق إكبا شرحاً مفصلاً لتقنيات إعداد خرائط الجفاف الآنية في دقائق باستخدام برنامج خاص قابل للتعديل طوره خبراء إكبا بالتعاون مع جامعة نبراسكا-لينكولن والمركز الوطني للتخفيف من الجفاف في الولايات المتحدة.
يقوم إكبا بتنفيذ أعمال ونشاطات التخفيف من التغير المناخي والتكيف معه منذ عقد من الزمن. ففي العام 2015 أطلق المركز النظام الإقليمي لإدارة الجفاف لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعاني بالأصل من أحوال مناخية متطرفة وتسعي لإيجاد طرق للتخفيف من تأثيراتها السلبية.
ويأتي النظام الاقليمي لإدارة الجفاف ثمرة التعاون طويل الأجل بين جامعة نبراسكا-لينكولن والإدارة الوطنية للملاحة البحرية والفضاء (ناسا) إلى جانب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) وغيرهم. ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه المبادرة في توفير بيانات حول المناخ والمحاصيل والموارد المائية وكذلك مساعدة واضعي السياسات والوكالات على التخطيط لإدارة الجفاف بشكل أفضل.
وخلال العقد المنصرم، أجرى إكبا العديد من برامج بناء القدرات في العديد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما في ذلك العراق والأردن ولبنان والمغرب والسودان وتونس.