زار المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) في دبي بتاريخ 2 أكتوبر 2017 وفداً بلجيكياً رفيع المستوى برئاسة معالي دومينيك مينور، السفيرة البلجيكية في دولة الإمارات العربية المتحدة، للاطلاع على أعمال المركز في مجال البحوث والتنمية إلى جانب بحث سبل التعاون المحتملة.
وضم الوفد رائد الفضاء فرانك دي وين، رئيس المركز الأوروبي لرواد الفضاء، وكالة الفضاء الأوروبية إلى جانب الدكتور والتر ج.ر.بايدنز، المدير التنفيذي لشركة فيتو العربية محدودة المسؤولية، وكذلك السيد كريس بوت، مدير شركة فلاندرز للاستثمار والتجارة، دولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال الاجتماع، رحبت الدكتورة اسمهان الوافي، المدير العام لإكبا بالوفد وأطلعته على برامج المركز البحثية للتنمية في المجالات التالية: تأثيرات التغير المناخي وإدارته وتحليل السياسات وإنتاجية المحاصيل وتنويعها إلى جانب الزراعة المائية والطاقة الحيوية وإدارة الموارد الطبيعية في ظل الظروف البيئية غير المؤاتية في مناطق مختلفة مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز.
وحول برامج وكالة الفضاء الأوروبية، تحدث رائد الفضاء فرانك دي وين خلال اجتماعه مع أعضاء إدارة إكبا وخبرائه قائلاً: "نأمل إمكانية تطبيق بحوث إكبا في البعثات المرسلة إلى القمر وكوكب المريخ لزراعة الخضار في بيئات هامشية غريبة."
كما أضاف: " كجنس بشري، نبغي المضي قدماً في الاستكشاف كما نتطلع إلى تحقيق استدامة الاستكشاف لنظامنا الشمسي. وفي هذا الصدد، يلزمنا تقصي كيفية الحياة والعمل مستقبلاً ضمن هذه العوالم غير المأهولة حولنا من قبيل القمر وكوكب المريخ. وبالطبع تشكل إعادة التدوير بما تحمله من ضمان الحصول على مياه نظيفة وكذلك ضمان توفير الغذاء لمن سيعيش هناك إلى جانب بحث مجالات استخدام الموارد المتوافرة محلياً كالذي نفعله هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة ودراستها بأفضل القدرات المتاحة جزءاً أساسياً في تحقيق ذلك."
وأردف فرانك دي وين قائلاً: "أسعدني الاطلاع على كافة أبحاث المركز الزراعية قيد التنفيذ في إكبا. وكذلك العينات المختلفة للتربة المعروضة في متحف الإمارات للتربة والتي تظهر كيف يمكن للتربة أن تؤثر على نمو المحاصيل والنباتات إلى جانب سبل استخدام المياه وإعادة استخدامها فضلاً عن ضمان نظافة المياه وكيفية إعادة استخدام المياه غير النظيفة لنمو المحاصيل في ظل مختلف الظروف، وماهي أنماط المحاصيل القابلة للزراعة. ومما لاشك فيه أننا نحتاج هذا الطيف من المعرفة في مستقبل استكشاف نظامنا الشمسي."
وعن عمله مع وكالة الفضاء الأوروبية تحدث رائد الفضاء فرانك دي وين قائلاً: "نعمل على عدة برامج مع وكالة الفضاء الأوروبية مثل نظام دعم الحياة البيئية الدقيقة البديل حيث نتدارس كيفية انشاء نظم مغلقة تسهم في إعادة استخدام المياه والمخلفات والنباتات لانشاء نظم دعم الحياة المستدامة للبشرية. وكذلك فإننا بحاجة إلى تحقيق المزيد في هذا المجال على كوكب الأرض نظراً لندرة الموارد. فندرة المياه ستزداد حدة مما يحتم ضمان استخدام هذه الموارد بالطريقة المثلى وهو مايقوم إكبا بالعمل عليه. حقاً لقد كانت زيارة رائعة وأوود أن أتقدم بالشكر لإكبا لدعمه المتواصل في سبيل تحقيق عالم مستدام."
ومن جانبها علقت الدكتورة اسمهان الوافي قائلة: "يشرفنا استضافة هذا الوفد الهام من بلجيكا. ولقد حددنا مجالات الاهتمام المشترك من قبيل الاستشعار عن بعد ونمذجة التغير المناخي وإدارة الموارد الطبيعية. إن الجدول المستقبلي لأعمال إكبا – نزرع للغد ذات أهمية كبيرة لبحوث الفضاء. وكما ذكر رائد الفضاء فرانك دي وين سنعمل سوية لنقل خبرات إكبا إلى القمر والمريخ. كما يتطلع إكبا للتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية للاسهام في بحوث الفضاء المتعلقة بالغذاء."
وبدورها صرحت معالي دومينيك مينور قائلة: لقد أعجبت بالاكتشافات والبحوث وتنوع مجالات العمل لدى إكبا، وسيكون من دواعي سرورنا التعاون مع المركز والاتفاق على أرضية مشتركة للتعاون في المستقبل."
وخلال جولتها في مرافق إكبا التي تضمنت متحف الإمارات للتربة، عبرت السفيرة البلجيكية عن سعادتها بزيارة المركز قائلة: "أسعدني للغاية التعرف إلى المركز ومتحف التربة. إنني شديدة الاعجاب بتنوع أنماط التربة والمكونات التي يمكن أن نجدها في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تظهر تنوع الأرض وتنوع الرمال في البلاد كما تمتلك إمكانات كبيرة يمكن استغلالها وتطويرها في المستقبل."
وتحدث الدكتور والتر بايدنز قائلاً: "لقد أبهرنا جميعاً التعرف على العديد من المجالات التي يلعب فيها إكبا دوراً رئيسياً وهو دور فعال في تحويل المواقع الهامشية إلى مواقع أكثر خصوبة. وعلى الرغم من أن مهمة إكبا تشكل تحدياً إلا أنها في غاية الأهمية لكوكب الأرض وما يعانيه من تناقص في إنتاجية التربة الزراعية بسبب انتشار الملوحة في أساليب الري أو تسرب المياه الجوفية أوالغبار الملحي، أضف إلى ذلك تزايد مساحة المدن على حساب الأراضي الزراعية. وعلاوة على ذلك، فإننا نواجه جميعاً ونشهد عبئاً اجتماعياً هائلاً يتمثل في مواجهة تأثيرات التغير المناخي (أمراض وآقات جديدة تصيب المحاصيل وتشريد السكان وتغيرات في الهيدرولوجيا المحلية..). وبناء عليه، وانطلاقاً من الحماس الذي أبداه فريق إكبا أو للتحديات الراهنة، فإننا نتطلع في فيتو إلى التعاون مع المركز وموظفيه الرائعين المفعمين بالشغف للعمل على إيجاد الحلول."