في ظل تزايد أزمة البطالة العالمية ضمن مجتمع الشباب، حُق للحكومات والمنظمات الدولية أن يجتاحها الخوف من التزايد المثير للقلق في أعداد الشباب العاطل عن العمل. وقد طالت هذه المشكلة اليوم تقريباً كافة بلدان العالم وتبدو أشد وضوحاً في البلدان النامية.
وتقدر منظمة العمل الدولية -وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة- بوجود مايقارب 71 مليون من الشباب العاطل عن العمل حول العالم إلى جانب 156 مليون من الشباب العامل في البلدان الناشئة والنامية ممن يعيشون في أشد ظروف الفقر على الرغم من امتلاكهم للوظائف.
إن التغلب على مشكلة البطالة بين الشباب ليس بالأمر السهل وتحديداُ في ظل حالة الفقر المتزايد وعدم الاستقرار السياسي إلى جانب التدهور الاقتصادي في بقاع شتى حول العالم. ولا تنحصر فوائد توظيف الشباب في التخفيف من الفقر فحسب، بل يمكن أن تسهم في تحقيق السلام والاستقرار، وهذا مادفع بالعديد من الحكومات التي تعنى بقضايا الشباب حول العالم بأن تضع مهمة توفير الفرص أمام الشباب في قمة أولوياتها.
إن افتقار حديثي التخرج إلى المهارات والخبرة اللازمة لخوض ميدان العمل يعد أحد أسباب بطالة الشباب، فغالباً ما تعوزهم الكفاءات المطلوبة من قبل أصحاب العمل. وهنا تبرز أهمية البرامج التدريبية لدى الشباب حيث تعد أنجع وأقصر الطرق لبدء الحياة المهنية. وكمثال على ذلك، يسعى المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) جاهداً لإتاحة الفرص أمام الطلاب والخريجين من كافة أنحاء العالم لتجهيزهم لميدان العمل في مجال البحوث والتنمية.
وهنا ننوجه بالشكر الخالص لوزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة – أبوظبي وكذلك البنك الاسلامي للتنمية والكثير غيرهم حيث شكلت مسألة تنمية القدرات ونشر المعرفة محور أعمال إكبا ونشاطاته البحثية الهادفة إلى تعزيز منظمات البحوث والتنمية الوطنية والاسهام في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وخلال السنوات الماضية، قدم المركز فرص التدريب إلى شريحة واسعة من الطلاب من البلدان التالية، دولة الإمارات العربية المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، المغرب، الهند، الصين وغيرهم. وفي كل عام يختار إكبا مايصل إلى عشرة طلاب من خلال برنامجه التدريبي الذي يتيح لهم الفرصة للعمل إلى جانب خبراء ذائعي الصيت وامكانية الممارسة في حقول التجارب والمختبرات الحديثة. كما يجري المتدربين دراسات وينفذون مشاريع حول العديد من المواضيع بما فيها إدارة المياه والتربة، وتنويع المحاصيل والموارد الوراثية وكذلك نمذجة التغير المناخي والتكيف معه. ويحظى المتدربون بفرصة نشر أوراقهم العلمية حيث يعتبر إجراء البحوث الميدانية والمخبرية أحد الشروط المسبقة لنشر الأوراق العلمية في مجلات محكمة وكذذلك لاستكمال أطروحاتهم.
وتساعد هذه التجربة في زيادة فرص المتدريبن في إبجاد وظائف العمل وتقديم اسهامات ايجابية في بلدانهم. ويلتزم إكبا بالاستمرار في تمكين الشباب ليصبحوا خبراء وقادة ناجحين.
وتسلط السلسلة الجديدة من برامج تنمية القدرات في إكبا الضوء على البعض من قصص النجاح والخبرات: