يعتقد المحللون بأن استهلاك الفرد من اللحوم من المتوقع أن يرتفع في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويُعزا ذلك إلى النمو السكاني وارتفاع مستوى المعيشة. وبحسب بعض التقديرات، يتوقع أن يصل الاستهلاك الفردي من اللحوم إلى 79 كغ مع حلول العام 2019 لتحتل الإمارات بذلك المرتبة السابعة في العالم متقدمة على ايرلندا واسترالاسيا وأستراليا. وبناء عليه، وبالتزامن مع الطلب، يتعين أن يرتفع الإنتاج المحلي والواردات والتي تشكل غالبية العرض.
ولمواكبة احتياجات السكان المتنامية من منتجات اللحوم، تعكف دولة الإمارات العربية المتحدة على الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية المزدهر حيث يقدر عدد المواشي في الدولة بعدة ملايين.
غير أن تربية الماشية في الدولة تعتمد بشكل كبير على الأعلاف الحيوانية المستوردة نظراً لمشاكل ندرة المياه والملوحة التي تعيق إنتاج مايكفي من الأعلاف محلياً.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تندر موارد المياه العذبة ويتم تخصيصها للاستهلاك البشري بشكل متزايد. وفي المقابل، تظهر مستويات متزايدة من المياه متوسطة الملوحة والمياه المالحة بسبب وسائل استخراج المياه وتحليتها.
ويعتقد الخبراء بأن إحدى الطرق للتخفيف من الضغط على مخزون المياه العذبة تتمثل في الاستفادة من المصادر البديلة مثل المياه متوسطة الملوحة والمياه المالحة لتلبية الاحتياجات الزراعية. مما يشير إلى ضرورة توجيه التركيز من الأعشاب والمحاصيل الحساسة للملوحة والتي تزرع على نطاق واسع للحصول على علف للحيوانات، إلى الأعشاب والمحاصيل المتحملة للملوحة أو المالحة.
وقد كانت هذه الفكرة المحرك الأساسي لدراسة جديدة واسعة النطاق أجراها فريق من الخبراء في المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) حيث تمتلك النباتات البديلة المتحملة للملوحة امكانية لتحسين الإنتاجية الزراعية، في الوقت الذي تغدو فيه النباتات التقليدية غير مجدية اقتصادياً بسبب زيادة ملوحة التربة والمياه.
وقد أجرى الخبراء سلسلة من الدراسات على ثلاث مزارع مهجورة متأثرة بالملوحة في إمارة أبوظبي، في دولة الإمارات العربية المتحدة بغرض تقييم أربعة أصناف من النباتات المتحملة للملوحة المعمرة والمروية بالمياه مرتفعة الملوحة حيث هُجرت هذه المزارع بعد أن غدت غير منتجة بسبب ارتفاع ملوحة المياه.
وعلى مدى ثلاث سنوات، درس الخبراء أداء الأصناف الأربعة مثل Distichlis spicata, Paspalum vaginatum, Sporobolus virginicus S. arabicus عند مستويات ملوحة مياه تتراوح مابين 14.1 و 17.4 ديسيسيمينز/م. وزرعت هذه النباتات ثلاث مرات في السنة وأعطت إنتاجية كتلة حيوية جافة مابين 32.64 إلى 40.68 طن لكل هكتار في السنة. وكانت أعلى إنتاجية من الكتلة الحيوية من نصيب الصنف Sporobolus virginicus.
وأظهرت الدراسة أنه يمكن أن تنمو هذه الأعشاب بشكل جيد بمياه مرتفعة الملوحة في ظل ظروف دولة الإمارات العربية المتحدة كما تسهم في إعادة تأهيل المزارع المتأثرة بالملوحة.
وحيث مايزال هناك سبيل قبل أن تترجم هذه النتائج إلى مخرجات، حددت الدراسة اتجاهاً بديلاً للبحوث المستقبلية وجهود السياسات.