أظهرت دراسة جديدة أنه يمكن لإنتاج البستنة أن يغدو أكثر كفاءة في استخدام الموارد وأكثر ربحية في ظل ظروف دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعزا ذلك إلى تقنية البيوت المحمية الشبكية ذات التكلفة المنخفضة.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر البلدان ندرة بالمياه في العالم. وتعتمد بكثرة على مخزونها من المياه الجوفية والمياه المحلاة بطاقة مكثفة لتلبية الطلب المحلي بما في ذلك الزراعة.
كما تعتمد الدولة بشكل كبير على الواردات الغذائية مثل الخضار والفواكه. فبحسب بعض التقديرات يأتي ٦۲ في المائة من الخضار و ٤۷ في المائة من الفواكه من الخارج. مما يعني وجود امكانية كبيرة لزيادة إنتاج البستنة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتوازي مع النمو المرجح للطلب على الغذاء.
وعلاوة إلى ذلك، تشير الظروف البيئية غير المواتية إلى أن معظم الغذاء سينتج في البيوت المحمية التي تتطلب الكثير من المياه والطاقة. وخلال السنوات الأخيرة، كان إنتاج البستنة في تنامي. وقد ارتفع عدد البيوت المحمية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين عامي ۲۰۰۵ و۲۰۱۱ بنسبة ٤۸ في المائة ليصل إلى ۱٤۷۷۷ بيتاً محمياً. غير أن زيادة النمو يحدها الطلب التنافسي على المياه للاستهلاك البشري. وحيث تشكل الزراعة بلا منافس أكثر القطاعات استهلاكاً للمياه، تعد الهدف الرئيسي لجهود الحفاظ على المياه.
ورغبة في معرفة كيفية تحسين كفاءة استخدام المياه والطاقة في إنتاج البستنة في ظل ظروف دولة الإمارات العربية المتحدة، أجرى فريق من الباحثين في إكبا تحليلاً زراعياً واقتصادياً واسع النطاق للطماطم الكرزية والخيار المزروعين في البيوت المحمية ذات التقنية العالية والبيوت المحمية الشبكية ذات التقنية المنخفضة على التوالي.
وبعد مقارنة الباحثين للنموذج الشائع من البيت المحمي ذو نظام تبريد معتمد على المراوح والوسائد مع نموذج البيت المحمي الشبكي المزود بنظام رذاذ وشبكة ظل، تبين لهم أن نظام التبريد لدى البيت المحمي يشكل أكثر عملية استهلاكاً للمياه حيث استهلك من المياه أكثر ب ۳.۵ مرة من الكمية اللازمة لري الطماطم الكرزية. وعلى النقيض، استخدم نظام الرذاذ في البيت المحمي الشبكي حوالي ۷۵ في المائة من المياه اللازمة لري الخيار. كما أظهرت البيانات أن البيت المحمي استهلك من الطاقة أكثر ب ۳۲ مرة من الطاقة التي استلزمها نظام الرذاذ في البيت المحمي الشبكي.
وحيث يعتبر مناخ دولة الإمارات العربية المتحدة الأكثر ملاءمة لزراعة الفواكه والخضار في الفترة ما بين أكتوبر ومايو، أظهرت الدراسة أن البيت المحمي الشبكي يمكن أن يشكل بديلاً قابلاً للتطبيق للبيت المحمي. كما أثبتت النتائج كيف يمكن أن تسهم هذه التقنية منخفضة التكلفة في زيادة إنتاج البستنة في الدولة حيث تقلل من استهلاك الطاقة والمياه بشكل ملحوظ.
وبما أن مشكلة نقص المياه تغدو أكثر حدة في المستقبل، تبرز الحاجة إلى تطبيق حلول مستدامة في الإنتاج الغذائي. ويكمن السبيل إلى تحقيق ذلك حصراً في إيجاد المزيد من السياسات التي تشجع المزارعين المحليين على تبني تقنيات تسهم في توفير المياه والطاقة.