قدم البنك الإسلامي للتنمية والمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) اليوم عرضاً حول برنامج "تمكين"، والذي يمثل مبادرة جديدة لتمكين الباحثات العربيات، وذلك خلال ندوة رفيعة المستوى نظمت على هامش الاجتماع السنوي الثاني والأربعين للبنك الإسلامي للتنمية في جدة بالمملكة العربية السعودية.
وخلال الندوة التي انعقدت تحت عنوان "الباحثات العربيات الناشئات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، دعا ما يربو على 150 مندوباً من شتى البلدان إلى إبرام المزيد من الشراكات ودعم صناع السياسات وأصحاب الشأن والوكالات المانحة لإيجاد مزيد من الفرص أمام العالمات العربيات.
ومتحدثة خلال الفعالية، قالت الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا "أعرب عن بالغ سروري لرؤية هذا الاهتمام البالغ من جانب الوفود في هذه الندوة رفيعة المستوى والمناقشات التي دارت حول مبادرة "تمكين". فتمكين الباحثات العربيات يندرج بين أولوياتنا الرئيسة لدى إكبا. فنحن نقيم تحالفاً بخصوص هذه المبادرة مع المانحين وشركاء التنفيذ والمستفيدين لضمان نجاحها وشموليتها. كما نتقدم بجزيل الشكر للبنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة غيتس لدعمهما خلال مرحلة تصميم مبادرة "تمكين" ونتطلع إلى تضافر جهودنا معاً ومع مانحين آخرين لتنفيذ البرنامج الذي نؤمن بقدرته على تعزيز أجندة التنمية في العالم العربي."
وأضافت الدكتورة الوافي: "لا شك أن "تمكين" يمثل مبادرة عظيمة، إذ يسهل تبادل المعرفة والتواصل بين الباحثات عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعلى المستوى العالمي من خلال تمكين مجموعات الأبطال في مجال الجنوسة. كما تبني كتلة حرجة من مناصري الدور القيادي للمرأة في مجال العلوم والزراعة، فضلاً عن إسهامها في إيجاد حلول أفضل لتحسين الأمن الغذائي والتغذوي."
وبحث المشاركون نتائج التقييمات التي أجريت خلال مرحلة تصميم البرنامج، لاسيما المعوقات التي واجهت الباحثات العربيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستكشفوا سبل تمكين الباحثات العربيات كي يصبحن شخصيات قيادية في مجال العلوم مستقبلاً. كما سلط الضوء على قصص ناجحة لنساء ناشئات في أفريقيا، واللواتي شاركن في برنامج مماثل يعرف باسم "النساء الأفريقيات العاملات في مجال البحوث والتنمية الزراعية" (AWARD)، حيث ناقش المشاركون كيفية استخدام نموذج برنامج AWARD لبناء مهارات قيادية بين الشابات داخل البلدان الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية.
وخلال كلمته الافتتاحية، قال السيد زاهر رباعي، مدير إدارة تنمية القدرات لدى البنك الإسلامي للتنمية: "يقدم البنك الإسلامي للتنمية الدعم لهذه المبادرة المهمة والتي تشجع العلوم والتقانات وتطور القدرات لدى الباحثات الناشئات. كما تتناول عدداً من أولويات البنك بما في ذلك العلوم والتقانات، والزراعة، وتمكين المرأة، وتنمية الشباب. ووفقاً لاقتصاد اليوم، يشكل اكتساب العلوم الموجه الحاسم نحو النمو السريع وتحقيق التنمية المستدامة."
من ناحية أخرى، قالت الآنسة زاهرة المرزوقي، معاون الرئيس لعلاقات الشرق الأوسط لدى مؤسسة بيل ومليندا غيتس:" نعرب عن سرورنا بالعمل مع إكبا والبنك الإسلامي للتنمية في المساعدة على تمكين الباحثات العربيات كي يصبحن شخصيات قيادية ناجحة في مجال العلوم، وأطرافاً فاعلة في التغيير ضمن مؤسساتهن ومجتمعاتهن. إذ توفر مبادرة "تمكين" فرصاً للنساء من أجل تحسين مهاراتهن العلمية والقيادية، وكذلك لإقامة الشبكات مع زميلاتهن حول العالم، واستخدام مهاراتهن في مجابهة أكبر تحديات الأمن الغذائي في المنطقة".
وكان إكبا قد أوجد مبادرة "تمكين" عام 2016 بدعم من مؤسسة بيل ومليندا غيتس والبنك الإسلامي للتنمية، حيث يهدف البرنامج إلى الإسهام في هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من خلال بناء وتعزيز قدرات الجيل الجديد من الباحثات والقياديات العربيات.
من جهتها، قالت السيدة مريمة نيانغ بيلكو، قيادية وزميلة AWARD من السنغال، البلد العضو في البنك الإسلامي للتنمية: "أود أن أهنئ إكبا على إحداث مبادرة "تمكين" التي تماثل برنامج AWARD في أفريقيا. واعتماداً على معرفتي وخبراتي كزميلة لدى AWARD، أنا على ثقة بأن مبادرة "تمكين" ستضمن تخريج عالمات عربيات يتسمن بالقدرة والثقة والتأثير لقيادة التطورات والابتكارات الجوهرية في البحوث والتنمية الزراعية داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إذ تحتاج الباحثات إلى التمكين لرأب الصدع الجليّ بين الجنسين في القطاع الزراعي داخل البلدان النامية."
ويرتبط إكبا مع البنك الإسلامي للتنمية بشراكة مديدة. فعلى مر السنين، جرى تنظيم العديد من الفعاليات داخل البلدان الأعضاء في البنك الاسلامي للتنمية والتي ضمت صناع السياسات، والوكالات المانحة الإقليمية منها والدولية، ناهيك عن منظمات دولية للبحوث، ومجتمعات أكاديمية ومنظمات غير حكومية.
هذا وتم تنظيم هذه الفعالية الخاصة بمبادرة "تمكين" بالتعاون مع قسم تنمية القدرات لدى البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة بيل ومليندا غيتس.