تعتبر الزراعة حجر الأساس في الاقتصاد الأثيوبي حيث شكلت 42% من الناتج المحلي الإجمالي للبلد في العام 2014 وحوالي 85% من عائدات التصدير. وعلاوة على ذلك، تسهم الزراعة في توظيف 83% من السكان النشطين اقتصادياً.
ويحتل أصحاب الحيازات الصغيرة القطاع الزراعي ويبلغ عددهم الملايين. إلا أنهم يواجهون طيفأ من المخاطر المتزايدة التي تهدد مصدر رزقهم الأساسي كفترات الجفاف المتكررة والملوحة.
وتتفاقم مشكلة الملوحة في المناطق المروية كنتيجة لرداءة ممارسات الري في المزرعة إلى جانب الافتقار إلى مرافق صرف كافية. وتبعاً للتقديرات، فإن أكثر من 11 مليون هكتار من الأراضي قد تأثر بالفعل. وحيث تفشل المحاصيل الأساسية مثل القطن والقمح بشكل كبير في الظروف المالحة، تزداد الحاجة إلى إيجاد حلول بديلة لاستغلال الأراضي المتأثرة بالملوحة للحيلولة دون هجرانها والتخلي عنها.
ويتحدث الدكتور أسد قرشي، خبير أول في إدارة المياه والري في المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، عن أهمية إعادة الأراضي المتدهورة إلى الإنتاج قائلاً: " إنه بغاية الأهمية إعادة الأراضي المتدهورة إلى الإنتاج وكذلك حماية المناطق الناشئة حديثاً من انتشار الملوحة في جميع أنحاء البلاد حيث تقلل الملوحة من التنوع البيئي والإنتاجية الزراعية."
ولعل زراعة الأعلاف والنباتات المالحة المتحملة للملوحة والجفاف على سبيل المثال، تعد خطوة في طريق إعادة هذه الأراضي إلى الاستخدام عدا عن كونها خطوة واعدة بالنظر إلى الحجم الكبير لقطاع الماشية في أثيوبيا حيث يتوافر أكثر من 50 مليون رأس ماشية، و50 مليون من الدواجن وكذلك 20 مليون من الأغنام و20 مليون من الماعز حسب تقديرات العام 2015.
وكغيره من المنظمات، يعمل إكبا في أثيوبيا على تقديم المساعدة للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في مجال إدارة المخاطر التي تستهدف الإنتاج الزراعي بشكل أفضل.
وكجزء من هذا العمل، أطلق إكبا وشركاؤه مشروعاً بعنوان: استصلاح التربة المتأثرة بالملوحة وإدارتها لتحسين الإنتاجية الزراعية
(RAMSAP) في العام 2016.
وضمن هذا المشروع، يهدف الخبراء في إكبا والمنظمات الأخرى إلى نقل الممارسات والمحاصيل الملائمة إلى المزارعين بهدف تعريفهم بكيفية زراعة الأراضي المتدهورة والتخفيف من التملح. وتُعقد دورات تدريبية وغيرها من فعاليات تبادل المعرفة موجهة للمزارعين والاختصاصيين من وكالات الارشاد الزراعي.
وعُقدت إحدى هذه الفعاليات في 25-26 أبريل 2017، واستهدفت أكثر من 25 مسؤولاً زراعياً وعامل إرشاد من مختلف المنظمات في منطقة أوروميا في أثيوبيا. ومن خلال هذه الدورة التدريبية التي نظمها كل من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية (ILRI) ووزارة الزراعة والموارد الطبيعية في أثيوبيا، تعلم المشاركون كيفية تحديد الطرز الوراثية للمحاصيل الملائمة للمناطق المتأثرة بالملوحة وإدارتها.
كما تعلم المشاركون كيفية تحديد الأنماط المختلفة من الأراضي المتأثرة بالملوحة وإدارتها وماهي أنواع البقوليات والأعلاف التي يمكن زراعتها فيها لإعادة تأهيل هذه الأراضي. وتم إطلاعهم على تقنيات الري المختلفة لإدارة الملوحة.
ويعمل مشروع (RAMSAP) الذي يموله الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) على إعادة تأهيل الأراضي المتاثرة بالملوحة والمتدهورة من خلال إدخال ممارسات فعالة لإدارة المياه وأصناف الأعلاف والنباتات الملحية المتحملة للملوحة والجفاف في أثيوبيا وجنوب السودان.
ويستهدف المشروع 5000 مزارعا من أصحاب الحيازات الصغيرة بشكل مباشر في عشرة مواقع حقلية مختارة، خمسة منها في كل بلد من بلدان المشروع الاثنين حيث يحوي كل موقع 50-100 مزرعة بما يقارب مجموعه 300000 هكتار (بشكل مباشر وغير مباشر).