افتتح المركز الدولي للزراعة الملحية وصندوق أبوظبي للتنمية اليوم متحف الإمارات للتربة، المنشأة الأولى من نوعها في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويركز المتحف، المشروع المشترك بين المركز الدولي للزراعة الملحية وصندوق أبوظبي للتنمية على استعراض دور التربة في البيئة والزراعة وأهميتها في تحقيق الأمن الغذائي والتخطيط العمراني، إضافة إلى كونه أحد أهم المراكز البحثية المتخصصة قي مجال علم التربة .
وبهذه المناسبة، قالت الدكتورة اسمهان الوافي، مدير عام المركز الدولي للزراعة الملحية، " إننا فخورون وسعداء بالتعاون مع صندوق أبوظبي للتنمية لإنجاز هذه المبادرة الفريدة من نوعها".
وأشارت إلى أن اكتمال مشروع المتحف جاء بفضل الدعم المتواصل من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك لتعزيز جهود جمع المعلومات حول الإرث الطبيعي للإمارات والحفاظ عليها ومشاركتها، بما في ذلك المعلومات عن التربة. وكلنا ثقة بأن يصبح المتحف وجهة معرفية ممتازة لكل المهتمين بالحفاظ على التربة في الإمارات".
من جانبه، قال سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية: "يضيف متحف الإمارات للتربة إنجازاً إلى قائمة الإنجازات المتميزة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في العديد من المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية المتنوعة على مدى العقود الماضية".
وأضاف سعادته أن صندوق أبوظبي للتنمية يضع في مقدمة أولوياته مساعدة المجتمع المحلي والتفاعل مع قضاياه وتقديم الدعم للمؤسسات الوطنية والدولية البحثية لمساعدتها على تحقيق أهدافها، وذلك إلى جانب نشاطه التنموي المتمثل في مساعدة الدول النامية وتقديم الموارد المالية لها لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وأشار السويدي إلى أن متحف الإمارات للتربة الذي تم افتتاحه اليوم بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الخامس والأربعين سيكون مركزاً علمياً وطنياً يوفر المعلومات القيمة عن التربة للطلبة في الجامعات والمدارس والجهات العلمية والبحثية الآخرى بالدولة وخارجها من خلال استخدام التقنيات الحديثة في التعليم.
تشكل التربة وخدمات النظام البيئي من قبيل الغذاء والوقود والألياف والإنتاج العلفي ركائز الحياة على الأرض، وتلعب دوراً جوهرياً في تنظيم انبعاثات غازات البيت المحمي، كما تحتجز أكبر مخزون من الكربون الأرضي. وبالتالي فإنه من شأن المحافظة على التربة الاسهام في التخفيف من آثار التغير المناخي.
يتمحور متحف الامارات للتربة حول هذه الخدمات إلى جانب دور التربة في البيئة والزراعة والأمن الغذائي وكذلك عرض أنماط التربة الموجودة في الامارات العربية المتحدة. ويحتوي المتحف على معرضين تفاعليين يضمان معلومات حول التربة، مثل ملوحة التربة والمياه، وحموضتها وقلويتها، وأسباب اختلاف ألوان التربة. كما ستتيح أجهزة المحاكاة المخصصة للزوار التعرف على دور التربة في العمليات الطبيعية، بما في ذلك تطور مختلف أنواع الكثبان الرملية وعملية ترشيح الماء.
وتعرض أنماط التربة على شكل شرائح عمودية تحاكي الواقع تحت ستة موضوعات: الرياح عبر الزمن، اكتشاف جديد للتربة، التربة والنظام البيئي، التربة والأمن الغذائي، التربة والتغير المناخي، تهديد التربة. وسيتمكن زوار المتحف من الاطلاع على انواع التربة الموجودة في دولة الإمارات وخصائصها، إضافة إلى أنواع المعادن المتوفرة فيها التي تؤثر على ترشيح الماء، وقدرة التربة على الاحتفاظ بالماء والعناصر المغذية، وإنتاج الأغذية. كما يحتوي المتحف على مجموعة من الكتب والأبحاث المتخصصة حول التربة.
يعود تاريخ تأسيس المتحف، والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، إلى المؤتمر الدولي بشأن تصنيف التربة واستصلاح الأراضي المتدهورة في البيئات القاحلة، الذي انعقد في أبوظبي في العام 2010، وعدا عن كونه مركزأً للمعرفة، يسهم متحف الامارات للتربة بشكل أساسي في نشر الوعي حول قضايا تدهور التربة وفقدانها، حيث تلعب المعلومات والتعليم الذي يقدمه المتحف دوراً جوهرياً في رفع الوعي حول تهديدات التربة وإتاحة الفرصة لتبني سياسات وممارسات تهدف إلى حماية التربة على الصعيدين الوطني والعالمي.
ويذكر أن متحف الإمارات للتربة يقع ضمن مقر المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، وهو مصمم لتلبية احتياجات مختلف الزوار، من طلبة المدارس والجامعات، والباحثين، والمهنيين والعلماء، وعلماء البيئة، ومخططي استخدام الأراضي، وأصحاب القرار وواضعي السياسات للتخطيط العمراني والزراعي.
يُتطلع أن يساعد متحف الامارات للتربة في رفع الوعي وزيادة التقدير لأهمية التربة ودورها في تحقيق التنمية الوطنية والأمن الغذائي.