يمثل الإنتاج المستدام للأغذية تحدياً أمام المزارعين في البيئات الهامشية التي تتسم بمحدودية الهطولات المطرية ودرجات الحرارة المتطرفة، فضلاً عن تملح التربة وتدني خصوبتها. وتظهر التوقعات الخاصة بمناطق من قبيل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تلك المناطق ستكون عُرضة بدرجة كبيرة للتغير المناخي وستواجه خطر تردي حالة موارد المياه والتربة المجهدة أصلاً. وضماناً للأمن الغذائي في المنطقة، ثمة حاجة إلى تقييم الاحتياجات الفعلية للتربة والمياه بهدف الحصول على الانتاجية المطلوبة في ضوء التغير المناخي.
ويُفضي هذا التحدي إلى إثراء الجهود التي يبذلها المركز الدولي للزراعة الملحية لتنمية القدرات بغرض تزويد الباحثين والمزارعين وممارسين آخرين في بلدان شريكة بالمعرفة اللازمة والمهارات المطلوبة للتكيف مع التغير المناخي والتعامل بفعالية مع حالة الافتقار إلى موارد المياه.
ومن ضمن هذه الفعاليات، نظم إكبا بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورة تدريبية بعنوان "إدارة المياه واستخدام نموذج محاكاة المحاصيل (محاصيل الزراعة المائية)" وذلك من 2-12 أكتوبر/تشرين الأول 2016 بمدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة.
وركزت الدورة التدريبية على قضايا من قبيل تقييم موارد المياه من خلال تقانات تقليدية وأخرى جديدة، وإدارة المياه، وتطبيق نماذج محاكاة المحاصيل تشجيعاً على استخدام تقانات رصد المياه في التربة وتقييم الهطولات المطرية والري لإنتاج المحاصيل من خلال رؤية شاملة.
يقول الدكتور شعيب اسماعيل، مدير البحوث والابتكار لدى إكبا: "عندما يواجه المزارعون مهمة إدارة محاصيلهم في تربة فقيرة ضمن أحوال مناخية جافة، فإنه على الخبراء ومديري المياه استخدام أدوات تساعدهم على تحسين إدارة الري وزيادة انتاجية المحاصيل إلى المستوى الأمثل من خلال التقييم المناسب."
وقد تمحور هدف الدورة التي امتدت لأسبوعين حول توفير المعرفة المتعلقة باستخدام تقانات نووية وتقليدية لتحديد محتوى التربة من المياه واستخدام نموذج محاكاة المحاصيل (محاصيل الزراعة المائية). وحضر الدورة 11 خبيراً زراعياً من الأردن والكويت ولبنان، وكذلك من عمان وقطر وسورية والعربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث غطت جلسات الدورة المواضيع التالية: