تعاون المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) والبنك الإسلامي للتنمية ضمن إطار شراكة مع اللجنة المعنية بموارد المياه في كازاخستان لتعزيز الإدارة التشغيلية للمياه في هذه الجمهورية الواقعة في آسيا الوسطى من خلال تحسين توافر البيانات على المستوى الوطني.
ونظراً للأخطار التي يلحقها التغير المناخي بتوافر موارد المياه مستقبلاً في بلدان آسيا الوسطى، بما فيها كازاخستان، يتعين على الحكومات التفكير بسبل أفضل لإدارة تلك الموارد، حيث سيحتاج صناع القرار إلى أحدث البيانات الدقيقة لرسم سياسات فعالة واستراتيجيات ناجعة.
وعلى تلك القرارات أن تستند فقط إلى المعرفة المتعلقة بموارد المياه وتستمد المعلومات منها من قبيل كمية المياه المخزنة وراء السدود وتدفق الأنهار والقنوات.
وفي كازاخستان، تنفذ اللجنة المعنية بموارد المياه مهاماً على قدر من الأهمية لإدارة موارد المياه الريفية والحضرية وتلك المخصصة للزراعة، بما في ذلك البنى التحتية الضرورية.
إلى جانب ذلك، تضطلع اللجنة أيضاً بعمليات الرصد اليومية وتقديم المعلومات إلى الحكومة. غير أن أنشطة الرصد تركز في الوقت الراهن على المستوى التشغيلي بشكل أساسي. ما يعني عدم توافر البيانات بصورة دائمة لعملية صناعة القرار الاستراتيجي على المستويين الإقليمي والوطني.
ولعل استخدام نظام المعلومات الجغرافية يأتي بين سبل رفع مستوى كفاءة عمليات الرصد وجعلها أكثر ملاءمة لصناعة القرار الاستراتيجي، حيث يجمع هذا النظام بين المتغيرات الزمانية والمكانية في نظام يسهل تقييم المعلومات المتوافرة على نحو أكثر عملية.
وبينما تسعى حكومة كازاخستان إلى تحسين إدارة موارد المياه، تعقد اللجنة شراكة مع مؤسسات دولية للبحوث والتنمية من قبيل إكبا والبنك الإسلامي للتنمية لبناء نظام أكثر فعالية لإدارة المياه على مستوى البلد.
وستعمل اللجنة مع إكبا، من خلال مشروع للري وإعادة تأهيل مياه الصرف الصحي، يموله البنك الإسلامي للتنمية في جنوبي كازاخستان، وذلك لإدخال وتنفيذ أفضل الممارسات والتقانات المتعلقة بإدارة المياه.
وكجانب من فعاليات هذا التعاون، أجرى كبار المسؤولين في اللجنة وممثلون عن حكومة كازاخستان زيارة إلى المقر الرئيس لإكبا في دبي في الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 4-6 أكتوبر/تشرين الأول 2016، وكذلك إلى المقر الرئيس للبنك الإسلامي للتنمية في جدة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة 8-11 أكتوبر/تشرين الأول 2016 لبحث فرص رصد البيانات المكانية والزمانية ونظام إدارتها.
وخلال الجولة الأولى لهم في دبي، التقى ممثلو اللجنة مع إدارة إكبا وكبار خبراء المركز لبحث التحديات القابعة أمام رصد الموارد الطبيعية والفرص التي قد توفرها عمليات الرصد الآلية ونظام المعلومات الجغرافية. كما ركزت المناقشات على قضايا من قبيل رسم خرائط موارد المياه ورصدها، وإعداد خرائط التربة، وإدارة البيانات من خلال قواعد بيانات والوصول إليها عن طريق واجهات معينة، فضلاً عن تركيزها على مكامن القوة في نظام المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
إلى جانب ذلك، زار ممثلو اللجنة مرافق البحوث الخاصة بإكبا للتعرف عن كثب على نظم إدارة المياه وكذلك على أمثلة من مشاريع أخرى يشارك فيها إكبا ذات صلة بالرصد ونظام المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد ودعم السياسات. كما زاروا وحدة مراقبة المياه الجوفية التابعة لهيئة البيئة-أبوظبي لتبادل الخبرات والأفكار حول البرامج الوطنية لرصد موارد المياه في دولة الإمارات.
وخلال الجولة الثانية لهم، زار ممثلو اللجنة والمسؤولون الحكوميون المقر الرئيس للبنك الإسلامي للتنمية لمناقشة الجوانب العملية لتمويل هذا المشروع ومشاريع تنموية أخرى ممكنة ضمن قطاع المياه في كازاخستان.
وبالنسبة لحكومة كازاخستان واللجنة على وجه الخصوص، يمكن أن توفر أداة إدارة البيانات وتحليلها باستخدام نظام المعلومات الجغرافية طريقة فعالة لتخزين المعلومات، وتوفير أحدث البيانات إلى أعلى مستويات السلطات المسؤولة عن صناعة القرار. أما مستويات خزانات المياه التي يتم المشاركة فيها شتاءاً وصيفاً فستوفر المعلومات للمزارعين حول الطريقة المثلى لإدارة عمليات الري لديهم. أضف إلى ذلك امكانية اتخاذ القرارات المتعلقة بتوافر المياه الصالحة للشرب مقابل المياه المخصصة للزراعة مسبقاً عندما تجتمع البيانات الإحصائية الحضرية مع بيانات التخطيط الزراعي والتوافر الراهن للمياه الموسمية.
نتطلع أن يرسي هذا التعاون أسس مشاريع مشتركة مستقبلية أخرى ذات صلة بإدارة موارد المياه في كازاخستان ورسم استراتيجات أفضل للتكيف مع التغير المناخي والتخفيف من تأثيراته.