أجرى وفد من المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) سلسلة من الزيارات الرسمية إلى منظمات شريكة في السودان خلال الفترة من 3-4 أغسطس/آب 2016.
وعقد الوفد في تلك الزيارة العديد من الاجتماعات مع كبار الشخصيات الرسمية في المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا والمنظمة العربية للتنمية الزراعية ووزارة الزراعة والغابات في السودان.
وخلال اجتماع مع الدكتور سيدي ولد التاه، مدير عام المصرف العربي للتنمية الاقتصادية، ولفيف من كبار المسؤولين في المصرف بتاريخ 3 أغسطس/آب 2016، أشادت الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا، بالتعاون المديد مع المصرف العربي في شتى المجالات، لاسيما في مجال بناء القدرات في البلدان الأفريقية. ويدعم المصرف منذ عام 2007 كثيراً من برامج التدريب وبناء القدرات التي يقودها إكبا لصالح العلماء الأفارقة والمختصين في الإرشاد الزراعي ومسؤولين حكوميين في مجال تقانات الري على نطاق صغير ضمن مناطق مالحة وكذلك استصلاح الأراضي المتأثرة بالملح، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
وبهذا الخصوص، بحث الاجتماع امكانيات توفير المصرف لمنح تقدم لزملاء ما بعد الدكتوراة من البلدان الأفريقية بغرض تنفيذ أبحاثهم في إكبا، حيث يعمل المركز في الوقت الراهن على توسيع برنامج الزمالة وفرص البحوث لديه.
وأضاف الدكتور سيدي ولد التاه أن المصرف العربي للتنمية الاقتصادية سيواصل دعمه لبرامج التدريب بالتعاون مع إكبا في البلدان المتحدثة بالانجليزية (كينيا أو غانا) والمتحدثة بالفرنسية (النيجر أو بوركينا فاسو) حول الأساليب الحديثة لاستصلاح الأراضي المتأثرة بالملح من خلال إدارة متكاملة للتربة والري والمحاصيل.
كما تناول الأطراف في معرض مناقشاتهم الإعداد للمؤتمر الدولي حول الكينوا، المزمع عقده خلال الفترة 6-8 ديسمبر/كانون الأول 2016 في دبي، الإمارات العربية المتحدة، حيث أعرب الدكتور ولد التاه من جانبه عن دعمه للمؤتمر ونيته حضوره.
وفي اليوم الثاني، أجرى وفد إكبا محادثات مع مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الدكتور طارق الزدجالي، ومع مسؤولين آخرين لمناقشة التعاون المشترك بين الجانبين، حيث أطلعت الدكتورة أسمهان الوافي الدكتور الزدجالي على مهمة إكبا وأعماله البحثية في شتى البلدان، لاسيما الأفريقية منها. من جهته، تحدث الدكتور الزدجالي عن أعمال المنظمة العربية للتنمية الزراعية وتركيزها على تحقيق التنمية الزراعية من خلال جهود جبارة، مشيراً إلى عمل المنظمة على إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، وحماية البيئة وتنمية مصائد الأسماك. وأضاف أنه يمكن لإكبا والمنظمة العربية للتنمية الزراعية توحيد الجهود بينهما للتوصل إلى مبادرة حول إنتاج الأعلاف والثروة الحيوانية. كما بحث الطرفان فرص التعاون في مجال بناء القدرات.
وخلال اليوم عينه، عقد وفد إكبا اجتماعاً لدى وزارة الزراعة والغابات في السودان، حيث قامت الدكتورة الوافي بإطلاع معالي الأستاذ الدكتور إبراهيم الدخيري، وزير الزراعة والغابات، وكبار المسؤولين الآخرين في الوزارة على الجهود البحثية التي ينفذه إكبا في البيئات الهامشية، لاسيما في المناطق المتأثرة بالملح. من جهته، أعرب معالي الوزير الدخيري عن اهتمام الوزارة بالعمل مع إكبا في مجال إدارة الملوحة، حيث ثمة قرابة 1.3 مليون فدان من الأراضي المتأثرة بالملح في السودان. هذا وعمل إكبا خلال السنوات السابقة بشكل وثيق مع شركاء في السودان على بناء قدرات الباحثين المحليين والمرشدين الزراعيين حول إدارة الملوحة.
يحدونا الأمل بأن تفتح هذه المباحثات الباب أمام توسيع نطاق التعاون بين إكبا والمنظمات البحثية ووكالات حكومية في السودان، على نحو يقود إلى جهود مشتركة لتحسين الأمن الغذائي والتغذوي لدى المجتمعات الهامشية.