لدى اجتماع قادة العالم عام ٢٠١٥ لإقرار الأهداف الإنمائية المستدامة وابرام اتفاق مناخي جديد، استثمر المنتدى العالمي للمشاهد الطبيعية هذه الفرصة التاريخية للجمع بين ما يربو على ٣,٠٠٠ من أصحاب الشأن المعنيين بالغابات والزراعة والمياه والطاقة والقانون والمالية، إلى جانب مجالات أخرى، وذلك لرسم جدول أعمال التنمية العالمية لعقود قادمة. وللمرة الأولى تشارك رابطة المراكز الدولية للبحوث والتنمية الزراعية (AIRCA) في هذا الحدث كشريك تنفيذي، حيث نظمت منتدى للحوار بعنوان "تعافي المشاهد الطبيعية من خلال زراعة ذكية مناخياً." وقام كل من الدكتور دينو كيتينغ، رئيس رابطة المراكز الدولية للبحوث والتنمية الزراعية ومدير عام المركز العالمي للخضار؛ والدكتورة أسمهان الوافي، معاون رئيس الرابطة ومدير عام إكبا؛ والدكتور تريفور نيكولز، المسؤول التنفيذي لدى المركز الدولي للزراعة والعلوم الحيوية؛ والدكتور خوسيه خواكين كامبوس، مدير عام مركز البحوث الزراعية المدارية والتعليم العالي؛ والدكتور هانز فريدريك، مدير عام الشبكة الدولية للخيزران والروطان والدكتور إكلاباي شارما، مدير برنامج العمليات لدى المركز الدولي للتنمية المتكاملة للجبال بعرض أمثلة حول كيفية تطوير أعضاء رابطة المراكز الدولية للبحوث والتنمية الزراعية جوانب مختلفة تتعلق بالزراعة الذكية مناخياً وكيف أسهم ذلك في مشاهد طبيعية سليمة، ناهيك عن تحسين مصادر المعيشة في كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. واتفق الجميع أن الزراعة الذكية مناخياً تمثل مكوناً أساسياً للمشاهد الطبيعية الريفية، وتهدف إلى تحقيق تنمية ريفية مستدامة في ظل ظروف متغيرة وانبعاثات كربونية منخفضة. ولعل النهجان (الزراعة الذكية مناخياً والمشاهد الطبيعية) يكملان بعضهما، حيث تساعد نـُهج المشهد الطبيعي المقترحة على إيجاد ظروف تمكن من تنفيذ الزراعة الذكية مناخياً. إلا أن نجاح هذه النهج ونشرها يعتمد على مدى تحديد الذكاء الجماعي وتطبيقه وربطه بالتقانات المناسبة. الأمر الذي ينطوي على كثير من التحديات ويتطلب شراكات تعاونية لمواجهة كافة التحديات. وتعمل توليفة المراكز المشاركة في مبادرة رابطة المراكز الدولية للبحوث والتنمية الزراعية على ضمان اكتساب خبرات متكاملة قادرة على تناول ما لا يقل عن ١٠ أهداف للتنمية المستدامة من أصل ١٧ هدفاً، ما يتيح تشكيل نهج شامل للتنمية الريفية يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي في ظل ظروف متغيرة ويسعى إلى خفض انبعاثات الكربون، والحفاظ على الشمولية وصون الحياة في الأراضي، ناهيك عن الحدّ من وطأة الفقر وتوفير امكانية الوصول إلى مياه نظيفة ومرافق صحية، فضلاً عن توفير العمل الكريم وتحقيق النمو الاقتصادي، واستخدام الطاقة النظيفة، إلى جانب الإنتاج والاستهلاك على نحوٍ مسؤول. وتشتمل التوصيات التي قدمت خلال الجلسة على الحاجة إلى العمل بين القطاعات وبين المؤسسات، فضلاً عن العمل من خلال شراكات تدعم الزراعة الذكية مناخياً. ويجب على أي من الاستراتيجيات أو النهج أن تكون في المتناول مع امكانية تكرارها وتقبلها من جانب العامة، من خلال البحث عن التوازن بين التنمية والتخفيف من التأثيرات والتكيف معها. ويعتبر تنويع الزراعة عنصراً أساسياً للمشاهد الطبيعية المستدامة والسليمة، وتحقيقاً لذلك يتعين الإبقاء على نشاط التعاون مع القطاع التعليمي والمستهلكين وكذلك مع قطاعات أخرى معنية بالاقتصاد. كما يتوجب على السياسات والاستراتيجيات أن تتحدث عن أنماط الحياة الصحية، إلى جانب دعم المزارعين لتأمين احتياجاتهم المتنوعة إلى الأغذية. أضف إلى ذلك أنه رغم الدراية بجوانب كثيرة تتعلق بتنفيذ نهجي الزراعة الذكية مناخياً والمشاهد الطبيعية، إلا أن نجاح هذا التنفيذ يتطلب تعديلات محلية تجعل من هذين النهجين في المتناول من الناحية المادية وفعالين في ظل الظروف المحلية، ناهيك عن فهم آليات اتخاذ القرارت وتحليل تبعات هذه القرارات بشكل جيد بما يصب في صالح مصادر المعيشة المستقبلية. نظم أعضاء رابطة المراكز الدولية للبحوث والتنمية الزراعية عدداً من الفعاليات الأخرى المتعلقة بـالمنتدى العالمي للمشاهد الطبيعية والمؤتمر الحادي والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وشاركوا فيها، وذلك من قبيل إطلاق إعلان باريس حول التنويع الزراعي والإعلان الإقليمي لتحفيز الزراعة الذكية مناخياً في أمريكا اللاتينية.